استقبل معرض الذخائر في مكتبة محمد بن راشد، مجموعة من المقتنيات النادرة تبلغ قيمتها قُرابة مليون درهم، قدّمتها مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية، انطلاقاً من إيمانها بأهمية المسؤولية المجتمعية في حماية الإرث الإنساني والمعرفي وإتاحته للجميع.
وأعرب محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة المكتبة، عن تقديره الكبير لهذا الإهداء النادر والقيمّ، مؤكداً أهمية المسؤولية المجتمعية والتعاون المشترك بين جميع المؤسسات في حفظ الموروث الثقافي الإنساني، وتعزيز التبادل الثقافي والتراثي لتحفيز المثقفين والباحثين وطلبة الدراسات التاريخية لاستكشاف ودراسة هذا التراث الغني والتعلم منه، مضيفاً أن هذه المقتنيات ستشكل بالفعل إضافة قوية إلى معرض الذخائر لتنضم إلى مجموعة رائعة من النوادر تجسد أروع الأعمال الفكرية العالمية على مر القرون.
من جانبها، قالت الدكتورة رجاء عيسى القرق، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب للمؤسسة: «إن الثقافة والمعرفة تشكلان أساس التطور والتقدم»، معربة عن أملها في أن تسهم هذه المقتنيات النادرة في إثراء معرض الذخائر وتوفير فرصة للقراء والباحثين للاستفادة من محتوياتها ودراستها.
وتضمنت الإهداءات، مجلداً بعنوان «ملوك إنجلترا» لوليام هنري ورثينجتون – طبعة عام 1824، مختوم وموقّع من قبل ريفيير أند صن؛ وبغلاف مزيّن بتسع وثلاثين منمنمة بورتريه مرسومة باليد على أشكال بيضاوية عاجية ودائرية لملوك إنجلترا.
ومن بين المقتنيات، مجلد «إيزابيلا أو وعاء الريحان» من قصص بوكاتشيو لجون كيتس- طبعة لندن 1910، المصمم والموقع من فرانسيس سانغورسكي وجورج سوتكليف، المشهورين باستخدام الأحجار الكريمة لتزيين التجليد؛ ويظهر اسم إيزابيلا، المكتوب باستخدام أربعة وستين لوناً فيروزياً على خلفية منقطة ومذهبة، ويحيط به قوس أحمر مزخرف في منتصف الغطاء العلوي.
وشملت الإهداءات مجلد «الصياد الكامل» لإزاك والتون وشارل كوتون- طبعة لندن 1927، وهو تجليد من نوع كوسواي، يتضمن منمنمات أو لوحات مصغرة في الغلاف، وقد تم تزيينه بمشهد رائع بالألوان المائية رسمت على العاج من قبل «مس سي بي كوري» (المتوفاة عام 1940م)، وهو أحد أهم رسامي المنمنمات في القرن العشرين الذين عملوا لمصلحة بائعي الكتب. إضافة إلى نسخة من كتاب جورج مورلاند (توفي عام 1804م) بعنوان «حفلة صيد» تم رسمه عام 1789م، وتم تجليده بواسطة «ريفيير أند صن» الذي تأسس عام 1881م من قبل أحفاد روبرت ريفيير، حيث كان أحد مجلّدي الكتب البارزين في لندن.