عادت مكتبة الإسكندرية إلى الوجود في 23 أبريل عام 2002، وذلك بعد أن انطفأ نورها واندثر بنيانها منذ أكثر من 1600 عام.
أعادت مصر بناء مكتبة الإسكندرية الشهيرة التي كانت تأسست بداية القرن الثالث قبل الميلاد. هذه المكتبة كانت مركز إشعاع حضاري فريد في العصور القديمة لمختلف العلوم، وساحة لا مثيل لها للتعليم برصيد من المخطوطات بلغ حوالي 750000 مخطوطة.
زودت مكتبة الإسكندرية الجديدة التي أعيد بناؤها بدعم دولي بموقع على الإنترنت ضم أرشيفا بملايين صفحات الويب، علاوة على مكتبة للأفلام المختلفة.
مكتبة الإسكندرية الجديدة ستضم ما يصل إلى ثمانية ملايين كتاب في العديد من التخصصات من حماية البيئة العالمية إلى التاريخ والثقافة المصرية والأديان المقارنة، وتاريخ العلوم وحضارات البحر المتوسط والدراسات حول المرأة، سعيا إلى جعلها من جديد مركزا عالميا للمعلومات وللدراسة والتعليم.
لا يوجد تاريخ دقيق لتأسيس مكتبة الإسكندرية الأصلية، ويعتقد أن ذلك جرى حوالي 300 عام ما قبل الميلاد، بأمر من بطليموس الأول أو بطليموس الثاني، في عهد دولة البطالمة التي أسسها خلفاء الإسكندر الأكبر، وكان مركزها مدينة الإسكندرية.
الخبراء يقولون إن أقدم نص عن مكتبة الإسكندرية يعود إلى القرن الثاني ما قبل الميلاد، ويفيد بأن رئيس المكتبة الملكية ديمتريوس تلقى مبالغ مالية ضخمة من أجل جمع أكبر قدر ممكن من مخطوطات العالم عن طريق الشراء والنسخ.
رئيس المكتبة الملكية، نفذ خطة الملك على أكمل وجه، وحين سأله الملك: كم يبلغ عدد الكتب بالمكتبة؟، أجاب قائلا: “أكثر من مئتي ألف.. وسأحاول في المستقبل القريب أن أجمع البقية، حتى تصل إلى ما مجموعه خمسمائة ألف”.
القائم على المكتبة الملكية في عهد أسرة البطالمة، أوضح أيضا في هذا النص الطريقة التي تم بها جمع مقتنيات مكتبته من المخطوطات المختلفة، مشيرا إلى أن الملك المصري “بطليموس كان حريصا جدا على جمع الكتب لدرجة أنه أمر كل من أبحر من هناك بإحضار الكتب إليه. ثم جرى استنساخ الكتب في مخطوطات جديدة. وسلمت النسخ الجديدة إلى مالكيها الذين أحضرت منهم، وتركت النسخ الأصلية في المكتبة”.
كيف اندثرت المكتبة الأصلية:
جدل يدور حول تفاصيل اندثار مكتبة الإسكندرية الأصلية. إحدى الروايات تقول إن يوليوس قيصر أحرقها عام 48 ما قبل الميلاد، وثانية تنسب الفعلة إلى أغسطس قيصر، وتفيد بأنه قام بتدميرها وهو في طريقه للاقتصاص من غريمه مارك أنتوني، وثالثة تتهم متعصبين دينيين بإحراقها في مناسبتين لاحقتين.
اللافت أيضا أن مكتبة الإسكندرية الأصلية كانت تتكون من مؤسستين، الأولى تسمى “المتحف”، وفيها يقيم علماء متخصصون في جميع المجالات، والثانية “المكتبة” وكانت تضم المخطوطات لتكون في متناول أيدي العلماء والدارسين في جميع الأوقات.
الخبراء يرجحون أن تكون “المكتبة” قد شغلت مكانين، أحدهما معبد “سيرابيوم”، وكانت المكتبة بها تسمى “الابنة”، والثانية داخل الحي الملكي وكانت الأكبر.
على الرغم من الغموض الذي يلف مصير مكتبة الإسكندرية الأصلية، إلا أن الأمر الهام أنها عادت إلى الحياة مجددا، مؤسسة عصرية تسعى إلى استعادة مجدها الغابر، لتصبح مركز إشعاع معرفي وحضاري ينتشر ضوؤها من مصر إلى جميع أرحاء العالم، كما كان في العصور الغابرة.