حوار/ راندا جرجس
تُشكل الطفولة الأساس لبناء الشخصية وهي بؤرة التكوين، ولها أثر بالغ في تحديد القيمة والهوية، بالإضافة إلى تأثيرها الخاص على الإنسان من جميع النواحي الفكرية والثقافية، وفيها تضئ الموهبة كشعاع النور، ويعد الطموح والسعي والإصرار على تحقيق الحلم أحد أسرار النجاح والتميز، وفى هذا الحوار التقت “كل العرب” مع الكاتب ماجد بطرس ليتحدث عن مجموعته القصصية الأولى” العقرب المغرور”.
- حدثنا عن بداية تكوين قصاص بداخلك وهل بدأت بكتابة الشعر ام القصة القصيرة؟
كانت البدايات في مرحلة الاعدادية بكتابة الخواطر والقصاصات الشعرية البسيطة وتطورت فى مرحلة ثانوي بقصائد مقفاه ولها وزن شعري بسيط ومقبول، وحظيتُ بتشجيع مدرس اللغة العربية الاستاذ سيد ابو العزائم له كل الاحترام والتقدير، حيث انه دعمه ترك في داخلي أثراً ايجابياً، كما لعبت هواية القراءة والاطلاع دوراً مهماً في تكوين شخصيتي الأدبية، من خلال كتابات العظيم توفيق الحكيم الممتعة التي تتسم بالسهل الممتنع، وجراءة احسان عبد القدوس، وروايات الكاتب العالمي نجيب محفوظ وبراعته في نقل صورة واقع المجتمع المصري.
- أخبرنا عن مجموعتك القصصية؟
تعتبر قصص “العقرب المغرور” مجموعة من الخبرات التي استخلصتها من تجارب ومواقف الحياة، والتي أثرت في شخصيتي من واقع البيئة الصعيدية التي نشأت فيها وأفخر بالانتماء لها، حيث انها رسخت في داخلي العديد من القيم والتقاليد القيمة، وحرصت على ان تعتمد مجموعتي القصصية على بساطة الاسلوب واستخدام الفصحى في السرد واللجوء الى العامية في بعض الحوارات حتى لا يمل القارئ، مع التدقيق في اختيار الكلمات والالفاظ، حتى تكون دعوي للعودة للسمو والرقي في التعاملات والعلاقات التي افتقدناها مع مرور الزمن.
- ما هي القصة الاقرب اليك ولماذا؟
“ربنا يخليك لينا” لأنها أول قصة قصيرة أكتبها في حياتي، وعلى الرغم من بعض التغيرات والإضافات التي قمت بها في الأحداث والشخصيات والحوار، إلا انها ما زالت الأكثر تميزاً، حيث أنها ترتبط بمواقف حدثت وترسخت في عقلي ووجداني خلال رحلتي بالقطار بين المدن على مدى 4 سنوات أثناء دراستي الجامعية.
- من وحي قصصك ما هي الطريقة السحرية التي تجذب القارئ للكتاب؟
في الحقيقة لا توجد وصفة محددة، حيث أن هناك اختلاف في الاذواق والاتجاهات والثقافات التي توثر بصورة كبيرة في جذب القارئ لكاتب أو لنوع معين من الأدب، ولكني بشكل عام يمكننا القول بأن أفضل الأساليب وخاصة في قراءة القصة القصيرة ان لا يشعر القارئ بالملل أو التشتت وتكون الأحداث مشوقة ويعتمد الأسلوب على الجُمل الحوارية القصيرة والمُعبرة.
- من وجهة نظرك كيف أثرت التكنولوجيا في حياتنا؟
للتكنولوجيا أضراراً وفوائد، فعلى الصعيد الأدبي ساهمت بصورة إيجابية في خروج العديد من الأعمال الكتابية للنور، ودعم المواهب الشابة والترويج لأعمالهم، كما تعمل الجهات المسئولة في السنوات الأخيرة على القضاء على قراصنة الأنترنت، وحماية حقوق النشر للكاتب ودور الطباعة.
ولفت إلى أن التكنولوجيا أثرت سلباً في المجتمعات الشرقية على نسبة كبيرة الشباب، حيث اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً لثقافتهم ويسرفون فيها الوقت دون حساب، وتحول البعض منهم إلى إدمان الانترنت، والابتعاد عن الاهتمام بالقراءة والاطلاع والثقافة العامة.
وفى الختام توجه الكاتب برسالة امتنان لدار “عابر” للطباعة والنشر، شركاء النجاح في خروج المجموعة القصصية” العقرب المغرور” للنور، وعلى دورهم في دعم وتقديم المواهب الشابة لإثراء الساحة الأدبية بالأعمال المتميزة.