انطلقت أول من أمس، فعاليات النسخة الثانية من المهرجان العربي لفيلم التراث، على شاطئ خورفكان، ويستمر حتى ٢١ الشهر الجاري، في ظل إقبال لافت من عشاق وحراس التراث والذاكرة، وقد بدأت الفعاليات بلوحات فنون شعبية من أداء فرقة الشارقة الوطنية، لاقت استحسان وتفاعل الجمهور، حيث يهدف المهرجان بشكل رئيسي إلى الحفاظ على التراث العربي، من خلال فن السينما، سينما التراث.
الافتتاح
وتضمن الافتتاح كلمة من الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس شرف المهرجان، ومن ثم الفنان المخرج عبد الله الجنيبي، رئيس المهرجان، والأستاذة الدكتورة هند عصمت يحيى، رئيسة لجنة تحكيم المهرجان، والدكتور إسلام عز العرب، مؤسس ومدير المهرجان، وتلا ذلك عرض فيديو لجان التحكيم، مسابقات الأفلام والتصوير الفوتوغرافي، ومن ثم عرض فيلم «ذاكرة حية»، واختتمت فعاليات اليوم الأول بتكريم الرعاة.
مفردات ومعانٍ
قال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس شرف المهرجان: «التراث مفردات ومعانٍ، وصور ورموز وأشكال علقت في المخيال الشعبي والذاكرة الجمعية، قبل أن تتحول إلى مادة موثقة مسطورة بين دفتي كتاب، وما الصورة إلا رديف للكلام، وعليها الاعتماد في الحفظ والتوثيق، كما أن الصورة تسحر النظر وتمتع البصر بجماليتها الآسرة، وتمنحنا قراءة بصرية للواقع، ويختلف تأثيرها ووقعها باختلاف الصور، ومدى مهارته وقدرته على اقتناص اللحظة الفارقة التي يبرز فيها ذاته وخبرته وإبداعه في التقاط صور استثنائية وحصرية لم يلتفت إليها غيره».
عدسة التراث
وأضاف الدكتور المسلم إن أهمية الصورة تكمن بالنسبة للتراث في توثيق مناظر ومشاهد مختلفة، سواء تعلق الأمر بالحرف التقليدية أم الأزياء أم الألعاب الشعبية، أم غيرها من العناصر التراثية الأخرى، المتناثرة هنا وهناك، مادية وغير مادية، ذلك أن عدسة التراث تلتقط كل تلك العناصر في حالات مختلفة.
ولفت إلى أنه من هنا كانت أهمية المهرجان العربي لفيلم التراث الذي يختتم دورته الثانية هنا في الشارقة، وهي دورة تحمل شعار علم من أعلام التراث العربي الذين كرّسوا حياتهم في خدمة التراث وحفظه، وهو الراحل الأستاذ الدكتور عصمت يحيى، حاوية الكثير من المضامين الغنية التي تعكس أهمية الصورة في توثيق التراث من خلال البرنامج الفكري المصاحب، بالإضافة إلى عروض الأفلام والصور الفوتوغرافية.
أفلام متميزة
وتابع الدكتور المسلم، صور جميلة وأفلام متميزة تعكس أهمية تراثنا العربي العريق بجوانبه وعناصره كافة، وبما يشتمل عليه من غنى وتنوع، رصدت لكم بعيون «عدسة المهرجان العربي لفيلم التراث»، في هذه الدورة الاستثنائية وهي صور وأفلام أوجدت لنا أرشيفاً فوتوغرافياً موثقاً يشكل إضافة نوعية في هذا المجال بإبداعات بصرية جميلة، ومشاهد متقنة وصور بديعة وماتعة.
وختم بالقول: أتمنى لكم طيب المقام في خورفكان عروس الساحل الشرقي بإمارة الشارقة.
أهمية
وبدوره، قال الفنان المخرج عبد الله الجنيبي، رئيس المهرجان: «إنه لمن دواعي سروري حضور فعاليات المهرجان الذي يقام في خورفكان الجميلة المضيافة، وندرك جيداً أهمية تخصص المهرجان في سينما التراث لما لهذه النوعية من المهرجانات من دور كبير في التعريف بهذه الأفلام والدفع نحو صناعة أفلام ذات حس جمالي تعرفنا بموروثنا العربي الزاخر بالتنوع والغنى والاختلاف».
سمات بارزة
ومن جانبه، تقدم الدكتور إسلام عز العرب، مؤسس ومدير المهرجان، بالشكر والتقدير لمقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وعبر عن شكره للدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس شرف المهرجان، والمخرج عبد الله الجنيبي، رئيس المهرجان.
وتابع: إذا كان تاريخ الأمم يكتب بما لرجالاتها من سمات بارزة ومواقف وطنية وطموحات قومية، فإن صاحب السمو حاكم الشارقة من أبرز هؤلاء الرجال، حيث لم أجد حاكماً عربياً عاشقاً لمصر مثل سموه، وقد قدم لمصر الكثير لخدمة الثقافة وغيرها، كتب الأشعار عشقاً في أرض الكنانة، فاستحق حب المصريين وتقديرهم ووفائهم.
شكر وتقدير
وأعربت الدكتورة هند عصمت يحيى، رئيسة لجنة تحكيم المهرجان، عن شكرها وتقديرها لمعهد الشارقة للتراث الذي تحمس لفكرة المهرجان وتبناها، «وممتنة له بإطلاق اسم والدي المرحوم الفنان الدكتور عصمت يحيى على هذه الدورة». كما عبرت عن شكرها لإدارة المهرجان على دعوتها لها لرئاسة لجنة تحكيم المهرجان، وأعربت عن أهمية تخصيص المهرجان في سينما التراث، حيث يأتي ذلك من الأهمية البالغة لما لهذه التظاهرات النوعية من دور كبير في التعريف بهذه الأفلام.
مسابقات
يتضمن المهرجان، مسابقة الأفلام الوثائقية (فيلم التراث) القصيرة التي لا تزيد مدتها على ٣٠ دقيقة، والأفلام الطويلة التي تزيد مدتها على ٣٠ دقيقة وموضوعاتها حول التراث الشعبي، الحضاري، الطبيعي. وسوف يتم في كل دورة من دورات المهرجان تكريم إحدى الشخصيات العامة التي قدمت خدمة للتراث في مجال نشاطها العام، على أن يتم اختيار هذه الشخصية من أي دولة عربية، ولا يشترط أن يكون سينمائياً.
عروض أفلام
شهد يوم أمس عروضاً لأفلام داخل مسابقة المهرجان، من بينها سنابك الخيل للمخرجة المغربية مليكة ماء العينين، الباسقات للمخرج الليبي طارق الهوني، غرب سهيل للمخرج المصري ماكو يوسف، القطعة المفقودة للمخرج العُماني حسين البلوشي. ومن ثم في فقرة لاحقة، فيلم المتحف للمخرج الجزائري جمال باشا، افيولايت للمخرج العُماني محمد الدروشي، موزاييك دمشقي للمخرج السوري محمد خليل أبو مطحنة، أنامل ذهبية للمخرجة السودانية عزة نصر.
تكريم صاحب السمو حاكم الشارقة
وفي حفل الختام سيكون الجمهور على موعد مع لوحات فنون شعبية تؤديها فرقة الشارقة الوطنية، ومن ثم الحدث الأكبر والأبرز المتمثل في تكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، يلي ذلك تكريم الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس شرف المهرجان، بالإضافة إلى تكريم مهدى إلى روح المرحوم الدكتور عصمت يحيى، رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، رئيس لجنة تحكيم الدورة الأولى للمهرجان، وتكريم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام، تكريم لجنة تحكيم مسابقة التصوير الفوتوغرافي، تكريم لجنة تحكيم مسابقة أيام الشارقة التراثية للتصوير الفوتوغرافي. ومن ثم الإعلان عن نتائج مسابقة فيلم التراث، وتوزيع الجوائز والشهادات على الفائزين