دبي،أحمد الشناوي
انطلفت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الدورة الرابعة لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي بحضور سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة، وأعضاء اللجنة المنظمة وعدد من الضيوف والمهتمين بالشأن القرآني واولياء أمور المتسابقات الحافظات لكتاب الله .
وانطلقت فعاليات الدورة بتلاوة لآيات الذكر الحكيم تلاها عضو لجنة التحكيم فضيلة الشيخ طارق عبد الحكيم بيومي من مصر، ثم تابع الحضور فيلما تسجيليا عن مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في دوراتها الثلاث الماضية ثم ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عثمان بن محمد أسلم الصديقي من المملكة العربية السعودية رئيس لجنة التحكيم كلمة تحدث فيها عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ومسيرتها في خدمة كتاب الله، ورحب فيها بالمتسابقات وبالجمهور، كما قدّم شرحًا عن لائحة ومعايير التحكيم في المسابقة، ثم استهلت المسابقة في فترتها الصباحية بقراءة خمس متسابقات من مجموع متسابقات اليوم.
وتقدمت امام لجنة التحكيم كل من حفصة بنت محمد حلاب الدين من سيريلانكا، وشيماء عمر فاروق من غانا، ورقية محمد محمود من تشاد، وآمنة محمود محمد الحميدي من الأردن، وعائشة دوكوري من الكونغو برازفيل، وسخنة خدي درامي من السنغال، ويسرا دياب الشيخة من سوريا، و عوء محمد صلاد من الولايات المتحدة وفاطمة أبو بكر نامباكيري من أوغندا، وخديجة قدريو من كوسوفو، وزهراء باه من ساحل العاج.
قالت رقية محمد محمود من تشاد، البالغة من العمر ثلاثة عشر سنة، إنها لم تدخل مدرسة نظامية، لأنّ الكل في تشاد يلتحقون بالكتاتيب والخلوات ويكون حفظ القرآن الكريم همّهم وغايتهم، بدأت حفظ القرآن الكريم بسن السابعة وختمته في ثلاث سنوات، لها مشاركات في مسابقات محلية كثيرة أحرزت فيها المركز الأول، لكن ظلّت المشاركة في مسابقة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم المخصص للبنات حلمها، وبخاصة بعد مشاركة أختها السنة الماضية وعودتها للبيت تروي لها ولمن حولها ما شهدته خلال زيارتها لدبي ومشاركتها في هذه المسابقة ما شجعها أكثر وزادها حماسًا وتحدّيًا في بذل كلّ وسعها للوصول إلى هذا المكان، ويكفيها الآن أنها ستصعد منصة اختبارها، إذ فيه إنجاز ونجاح تفخر به مع أسرتها التي تحولت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم دارهم الكبيرة التي يفخرون بالانتساب إليها، وعن ذلك تروي أن والدتها قضت قرابة الشهر في حكاية هدايا تذكارية هي عبارة عن علم الإمارات جاءت بها من بلدها عربون حب ومودة وتقدير لرعاة وخَدَمَة هذه الجائزة على ما يبذلونه خدمة لكتاب الله وحفّاظ كتاب الله، وعن الصعوبات التي واجهتها في حفظ القرآن ذكرت إنها كانت تتغلب عليها بصلاة ركعتين في جوف الليل تنام بعدها وتستيقظ لتجد بعدها سهولة ما بعدها سهولة في حفظ ما عجزت قبله عن حفظه.
وتروي يسرا دياب الشيخة من سوريا التي تخرجت قبل أيام من كلية الطب البشري بجامعة دمشق الدولية عن بداياتها في حفظ القرآن الكريم أنه كان بتوجيه مدروس ورعاية كريمة من والدتها المقرئة وعضو الأكاديمية العالمية للإقراء والقراءات والعلوم الشرعية، وهي واحدة من خمس أخوات كلهن حافظات. بدأت رحلتها مع القرآن الكريم عندما لمست والدتها بذور التميّز والإبداع فوجهتها لحفظ القرآن الكريم بعمر السادسة، وختمته بعمر السابعة، لتسجّلها بعد ذلك بالمدرسة النورية مع دراستها في المدرسة النظامية، وأخذت شهادة بالحديث الشريف، وتفوّقت في دراستها فكانت الأولى على مستوى القطر السوري في شهادة التعليم الأساسي وشهادة الثانوية العامة ، أمّا عن حلمها في المشاركة في هذه المسابقة فقالت: إنها أول مسابقة دولية أشارك فيها، وتوقعت قبل المجيء أن تكون هذه رحلة عمرة لي، وإني أحس فعلا بأني ذاهبة للعمرة والحج، فأن نلتقي بأهل القرآن ومن اصطفاهم الله هبة عظيمة من الله، وأن نكون في هذا البلد الآمن المطمئن مستكينين مع كتاب الله نعمة ما بعدها نعمة، وإني أشكر جائزة دبي لأنهم أدخلوا السرور على قلوب شباب المسلمين وشاباتهم ، وفتحوا المجال للبنات أسوة بالبنين، وهذه خطوة إيجابية للمرأة المسلمة، لتثبت وجودها وتقدّم صورة عن الفتاة المسلمة التي اختارت لتعيش في رحاب كتاب الله، وتنجح في مختلف مسارات الحياة الدنيوية والأخروية، ومن خلال التفوق في كل المجالات التي تشتغل في نطاقها؛ في الدراسة وفي حفظ القرآن، وفي العمل.
وفي نهاية فعاليات اليوم قام أحمد الزاهد عضو اللجنة المنظمة للجائزة رئيس وحدة الإعلام بتكريم جمهور الفائزين بتسليمهم الهدايا النقدية والعينية التي قدمتها الجائزة بالسحب عليها للجمهور بحضور أعضاء اللجنة وضيوف الفعاليات.