
حوار #راندا_جرجس
تحدي فريد من نوعه: الرسم باليد والقدم لدخول موسوعة غينيس
الإبداع خليط من الموهبة والابتكار، وعلى الرغم من وجودهما بداخل الإنسان منذ الصغر، إلا أنه يكتشف هذا الكنز الثمين خلال مراحل الحياة، وفي لحظة ما يطلق العنان لتطوير وصقل هذه الهبه المتفردة، وتضئ كشعاع النور، ويُشكل الطموح والسعي والإصرار على تحقيق الحلم أحد أسرار النجاح والتميز، وفى هذا الحوار التقت “كل العرب” مع الفنان التشكيلي الشاب أبانوب بباوي، المعروف فنياً بـ” باولو”، ليتحدث عن أعماله وطموحاته وأحلامه.
أكد التشكيلي على أن دخول “موسوعة غينيس للأرقام القياسية” هو التحدي الأصعب، حيث يلزم تحقيق أرقام قياسية في مجالات مختلفة، وإنجازات فنية تتحدى المألوف بأساليب فريدة، وباستخدام تقنيات مبتكرة، ويعود الفضل في فكرة التقديم على الموسوعة لأصدقائي وعائلتي، الذين يقدموا لي كل الدعم والتشجيع، ويعتمد العرض على رسم شخصيتين مختلفتين في لوحتين منفصلتين عن بعضهما، في نفس الدقائق، مع ضرورة الانتهاء في وقت قياسي باستخدام اليد والقدم في نفس اللحظة وامام الجمهور، ويعتبر هذا العرض الأول من نوعه، ولم يقدمه أحد الفنانين من قبل في العالم.
وأضاف: أعمل حالياً على تجهيز تفاصيل العرض الذي سأشارك به للتقديم بشكل احترافي في “موسوعة غينيس للأرقام القياسية” والتدرب على الظهور بأفضل الأشكال بدنياً وفنياً مع الحفاظ على سرعة ودقة الأداء.
بدأ مشواره الفني في الرسم منذ الطفولة من مدينة بني مزار بمحافظة المنيا، واجتهد في صقل موهبته بشكل جاد مع بلوغ عامه الخامس عشر، حيث كان يهوى تقليد رسم أي لوحة فنية من حوله، ومع الوقت تمرس في خلق أسلوبه الإبداعي المميز، فهو يسعى للتطوير والابتكار، عن طريق الرسم بطرق غير تقليدية، مثل استخدام اليدين والقدمين في نفس الوقت، والرسم بالمقلوب وهو مغمض العينين أمام الجمهور.
أشار التشكيلي باولو إلى أنه لا يتوقف عن تطوير موهبته بالتجربة المستمرة للعديد من أنماط الرسم، والبحث عن تحديات جديدة، سواء في الأفكار أو الخامات أو الأساليب.
ولفت إلى أنه يُفضل الرسم الواقعي والبورترية، والرسم التعبيري، وانشاء عمل فني مباشرة أمام الجمهور، كونه يتيح رؤية العملية الإبداعية للفنان والتفاعل معها بشكل مباشر، بالإضافة إلى رسم الجداريات، كما يحرص على التنوع في استخدام خامات متنوعة، مثل: الفحم، الرصاص، الألوان الزيتية، الأكريليك، وإضافة مواد غريبة مثل الطعام والمشروبات والعسل.
دافنشي مثلي الأعلى وبيكاسو منارة في البحث
وذكر أن الموهبة لا تزيد من رغبته في صقلها وتطويرها فقط، ولكنها تدفع الفنان إلى البحث دائماً عن الإلهام في كل ما يحيط به، ويعتبر الفنان العالمي “ليوناردو دافنشي” المثل الأعلى، لا على الصعيد الفني فقط ولكن كإنسان متعدد المواهب، فضلاً عن أعمال الفنان “فان جوخ” كون أعماله تحمل رسالة وتم رسمها بإحساس حقيقي، أما الفنان “بيكاسو” فهو المنارة في البحث عن كل ما هو خارج عن المألوف والقواعد التقليدية.
الرسم المفتاح السري لعالم أطفال التوحد
وأعرب الفنان بابلو عن فخره بالعمل كأخصائي لتدريب أطفال التوحد على الرسم، حيث أنه لمفتاح الذهبي للدخول في عالمهم الخاص من خلال تطويعهم في التعبير بالرسم والكشف عن موهبتهم، كما يوفر لهم المساحة والراحة وصف وترجمة مشاعرهم من خلال الألوان والأشكال بدون كلام، ويأتي تشجيعهم على التجربة بنتائج مذهلة، حيث تنكشف مع الوقت مواهب إبداعية تنمو وتتطور في هدوء وصدق.
أحلام وطموحات: نشر الإيجابية ومركز للفن الحر
واختتم الفنان التشكيلي بابلو حديثة لـ “كل العرب ميديا” بالحديث عن آماله وأحلامه، حيث يتمنى الوصول بلوحاته وأسلوبه الإبداعي للعالم أجمع، والعمل على تطوير عروض مختلفة في “منتدى شباب العالم”، وان يترك بصمة متفردة ليس فقط كرسام وفنان، ولكن كمؤثر وأن تتسم أعماله بالروح الإيجابية والتعبير الصادق، ويخصص مكاناً لتعليم الفن الحر والإبداع من دون قيود للأطفال والشباب وأصحاب الهمم.