
كثير من الناس يتهيّأ لأذهانها عند سماع اسم افريقيا أنّها عالم الفقر والجهل والأميّة
تروي الفنانة التشكيلية سناء هيشري عبر لوحاتها قصص و حكايات و تاريخ لأحرار و سيّدات إفريقيا ، و تُبرزها عبر ألْوانها و أشكالها عَلي لوحة الكانفاس ، ترسم الّتاريخ الذي لم يُرسم بعد!
بعد رسمها للمرأة المُناضلة في منطقة الشرق الاوسط و شخصيات من العالم العربي : الامارات ، مصر ، سوريا ، لبنان ، تونس ، السعودية ،الأُنثي التي ناضلت من اجل النهوض ببلدها منها زنوبيا بسوريا، كليوباترا بمصر و عليسا بتونس و غيرها من نساء بين الماضي
و الحاضر رسمت شخصيّة رجاء القرق عضو مجلس
جمعية نساء دبي و هي أول إمرأة من الامارات العربية يتم تعيينها في مجلس ادارة بنك الشرق الاوسط تركن بصمة عبر التاريخ من خلال تحقيق التحيّز و دفعن بوطنهنّ إلي الأمام بالرغم من العوائق التي مررن بها عبر الزّمن ،
اليوم ترسم الفنانة سناء هيشري المرأة الافريقية ، عبر الوانها تُبرز قوّة شخصيّتها و حكمتها
تقول سناء هيشري: هي مُلْهمتي المرأة الافريقيّة السمراء التي احتلت اكبر المناصب والتي أصبحت اليوم لها مكانة مرموقة اذ انها تمكنت من المشاركة في تنمية الدول : مصر ، موريتانيا ، نيجيريا، تونس، الجزائر، المغرب …..
القارة الافريقية و مدي جمالها و جمال نسائها
سيّدات إفريقيا هنّ ملكات تتربّعن علي عرش ألواني الحارة التي رسمت بها شخصّة و قوة و نضال هذه الأُنثي السمراء
بحْثي في تاريخ المرأة الافريقيّة التي ساهمت في تنمية وطنها و جعله وطنا يحترم حقوق الإنسان و حقوق النساء خاصة جعلني أرسمها و أستلهم منها فنّي التشكيلي و إبداعي بتاريخها العظيم في الماضي و الحاضر و المستقبل الذي أتوقعه أجمل الأقدار
تدرّج في الألوان علي لوحة الكانفاس يليق بحضور هذه المرأة السمراء ، تدرّجات مُلفتة ، فاتحة و حارة في نفس الوقت تُبرز مدي جمالها مما جعلها تبدو مُشرقة تماما كنِضالها و جهادها في الحياة لكسب حريّتها و من أجل أن تعلو و ترتقي في أكبر المناصب و تترك بصمة في التاريخ
وتضيف: كانت جرأة مني في إستعمال عدّة ألوان منها اللون الفوشيا الفاقع و الأصفر الكناري المشرق في رسم هذه اللوحات لِأنشر شيئ من الطاقة الايجابية التي تُبشّر بأيّام مشرقة مليئة بالأمل و التفاؤل !
الأزرق الملكي و فخامته هذا اللون الذي تعمدت إستعماله و الذي يليق بنساء إفريقيا و الأزرق الأرجواني الذي هو كفيل بتعزيز و إبراز مدي قوّة و جاذبيّة هذه الأُنثي الافريقية التي هي أيقونة لوحاتي ، هي حوّاء المُثقّفة و المُناضلة و الحكيمة ، تُضهرها ألواني بعيدا عن الصورة النّمطيّة التي اعتقدها البعض من الناس و التي تتمثّل في اعتقادهم أنّ المرأة الافريقيّة مُرتبطة بالفقر و الأميّة و الجهل !
إنّي اعتبر لوحاتي و رسالتي الفنّيّة ذاكرة التّاريخ، اخترتُ بعناية شخصيّات لنساء افريقيات، تلك المرأة التي تمتعت بالعالميّة و الحداثة و مساهمتها في ازدهار و تطوير وطنها و خاضت في شتي الميادين من فنّ و سياسة و علوم و طب و اقتصاد ، فكانت الأمّ و المُعلّمة و المُربية و الطبيبة و الفنانة المُبدعة و الوزيرة ، هي المراة التي ربّت أجيال و خاضت معارك و تحدّيات من أجل إبراز مدي حكمتها و قدرتها في النّهوض بالوطن
دائما أتحدّث عن الألوان التي من خلال تنوّعها و تمازجها إستلْهمْتُ شخصيات لوحاتي ،ظلالها و أضوائها كما تعمّدتُ في استعمال ألوان ساطعة فوشيّة لإستكناه التّاريخ الخفيّ لهذه الأُنثي الافريقيّة ،
إختلاط ألواني علي لوحة الكانفاس البيضاء و التي هي من الحجم الكبير أظهرت صورة من جمال روح نضالها الأنيق و جهادها في التّحرّر و السعي وراء حقوقها
و لا زال صوتها عالي يصل للصحراء و لازالت ثمارها تُزهر مادامتْ تُناضل و تُحارب من أجل تحقيق طُموحاتها و اهدافها
بهذه الرّوح الفنّيّة التشكيليّة تُكرّم المرأة الافريقيّة بالألوان و الاشكال و العديد من التقنيات و الخامات