استضافت الدورة الـ 18 من “أيام الشارقة التراثية” مساء أمس (الإثنين)، ضمن برنامج المقهى الثقافي، كلاً من الدكتور راشد المزروعي، والأستاذ خليفة الطنيجي، والدكتور سالم الطنيجي، في ندوة حوارية حملت عنوان: “توثيق تراث مدينة الذيد.. الجهود والإسهامات”، أدارها الدكتور منّي بونعامه، رئيس اللجنة الثقافية بأيام الشارقة التراثية.
وقدّم المتحدثون مقاربات متنوعة حول تجاربهم الشخصية في توثيق تراث مدينة الذيد، مستعرضين الإسهامات الثقافية والتراثية التي قُدمت خلال الخمسين سنة الماضية، ودورها في حفظ تراث المدينة التي تعتبر مركز المنطقة الوسطى في إمارة الشارقة.
واستهل الدكتور راشد المزروعي مداخلته بعرض مسيرته في توثيق التراث الإماراتي انطلاقاً من تحقيق الدواوين الشعرية التي افتتحها بديوان “طش الروائح” للشاعر محمد الخيال، معرجاً على تجربته في العمل على “موسوعة أعلام الشعر الشعبي”، و”موسوعة الأمثال والأقوال الشعبية”.
وكشف المزروعي المشاريع التي يعتزم إنجازها خلال المرحلة المقبلة، حيث أوضح أنه يعمل على “معجم مسميات الأماكن والبقاع في المنطقة الوسطى” بدعم وتعاون مع معهد الشارقة للتراث، لافتاً إلى أن المعجم سيسهم في توثيق الذاكرة المكانية في المنطقة الوسطى.
بدوره استعرض الأستاذ خليفة الطنيجي جوانب من تجربته مشيراً إلى بواكير النشر الثقافي والتراثي في مدينة الذيد ودوره في التمهيد للحراك الثقافي والتوثيقي الذي شهدته المدينة لاحقاً بعد أن أُنشِئت المؤسسات ومراكز وجمعيات دعم ورعاية الأعمال التراثية والوثائقية.
وتوقّف الطنيجي عند محطات من تجربته ابتداءً بكتابه “محطات من الإمارات العربية المتحدة”، و”قصة التعليم في الذيد”، و”مدينه الذيد.. قراءة في التاريخ والشخصيات”، وانتهاءً بكتابه الأخير “حصن الذيد.. من التراث الثقافي في الشارقة”، ووجه الطنيجي الشكر والامتنان لمعهد الشارقة للتراث الذي دعم ونشر هذه الأعمال إسهاماً منه في توثيق تاريخ مدينة الذيد وتراثها.
وتحدث الدكتور سالم الطنيجي عن جهوده البحثية وشواغله العملية وسعيه الدائم إلى التوفيق بينها لكتابة إسهاماته حول تراث المدينة، واستحضر العديد من العناوين التي شكلت علامات فارقة في تجربته البحثية والعلمية، من بينها: “سلسلة دراسات في التراث الشعبي الإماراتي”، و”رواية مرضوف”، و”فلج الذيد”، و”كراسة راشد الضبعة”، و”كراسة راشد المحيان” التي شارفت على النشر.
وأكد الطنيجي أن كل هذه الإسهامات البحثية والجهود العلمية ما كان لها أن تكون لولا وجود مؤسسة حاضنة وداعمة مثل معهد الشارقة للتراث، مشيداً بجهود جميع الباحثين والخبراء من أبناء المدينة، ومشيراً إلى تأثيرها الإيجابي في سدّ النقص الموجود على مستوى الدراسات التوثيقية.
واختتم خليفة الطنيجي الجلسة بتوقيع كتابه: “حصن الذيد.. من التراث الثقافي في الشارقة”، وتوزيع نسخ منه على الجمهور.