أطلقت هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” – في نظرة تحليلية شاملة للقطاع الثقافي على مستوى الإمارة.. تقريراً بعنوان “دبي مدينة الإبداع: الصناعات الثقافية المتنامية في الإمارة” ليؤكد مجدداً مكانة دبي وما تمتلكه من إمكانات وبنية تحتية عالمية تؤهلها لكي تصبح مركزاً ثقافياً عالمياً ورائدة في الابتكار الثقافي، وأن القطاع الثقافي في الإمارة يتمتع بالقدرة على رفد التنوع الاقتصادي في المدينة وتشكيل مستقبلها، محدداً مساراً واضحاً لنمو هذا القطاع عبر سبعة عوامل مقترحة للتمكين.
ويأتي إطلاق التقرير ضمن منظومة مشاريع “دبي للثقافة” الهادفة إلى دعم تحقيق “استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، لجعل دبي عاصمة الاقتصاد الإبداعي في العالم بحلول عام 2025.
وقدّم التقرير لمحة عامة شاملة على مستوى القطاع الثقافي في إمارة دبي، مُتيحاً أمام القرّاء، سواء من المهتمين أو خبراء الصناعة أو صانعي السياسات، فرصة ثمينة لإلقاء نظرة استشرافية مبنية على تاريخ القطاع الإبداعي في الإمارة والإمكانات والفرص المتاحة أمام هذا القطاع واحتياجاته.
وفي هذا الإطار أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي، الأهمية الاستراتيجية لإطلاق تقرير “دبي مدينة الإبداع” في هذه المرحلة المهمة من مسيرة الإمارة بوصفه ركيزةً لإدراك حجم المساهمة الاقتصادية للقطاع الإبداعي والثقافي في اقتصاد دبي ودعم الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وآليات الانطلاق نحو آفاق جديدة من النمو وتعزيز الازدهار الاقتصادي للمدينة في المستقبل.
وقالت سموها.. ” للعام 2021 خصوصية في مسيرة إمارتنا ووطننا؛ ففيه احتفينا بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسنُسخِّر كافة جهودنا لنكون فاعلين في رحلة التنمية المستدامة التي تبنّتها الدولة للخمسين عاماً المقبلة، كما نظّمت دبي نسخة استثنائية من “إكسبو 2020 دبي” وأجتمع العالم في الإمارات لصنع مستقبل أفضل للإنسانية. وفي ظل هذه المعطيات الفريدة، ومن منطلق إدراكنا لأهمية الاقتصاد الإبداعي كأحد محفزات النمو الاقتصادي المستدام ودفع عجلة الابتكار، جاء توقيت إعداد هذا التقرير مثالياً لتوثيق وتقييم رحلة الإمارة على طريق تطوير قطاعها الثقافي، واستشراف فرص نموه في العقد المقبل”.
– مرجع وإطار قياس..
وأضافت سمو رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي ” تركت الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة بصمة اقتصادية واجتماعية واضحة على مدار السنوات العشرين الماضية، مساهمةً في تحفيز الابتكار في قطاعات الاقتصاد الأخرى، فضلاً عن أثرها الإيجابي في تقوية النسيج الاجتماعي وتعزيز التبادل المعرفي والثقافي بين مكونات المجتمع الفريدة، والحفاظ على الموروث الثقافي والإبداعي، ورسم المستقبل؛ وقد تجلّى ذلك خلال فترة جائحة كوفيد-19 أكثر من أي وقت مضى، حيث قادت الأحداث الثقافية خطوات التعافي من آثارها، وبناء على ذلك، حاولنا في هذا التقرير الوقوف على أداء الصناعات الإبداعية في دبي والدور الذي لعبته تلك الصناعات على مدى العقدين الماضيين”.
– مسار وعوامل تمكين..
وفي هذا الصدد، أكدت هالة بدري، مدير عام “دبي للثقافة”، أن التقرير يساعد في التعرُّف إلى القيمة والإمكانيات الابتكارية للقطاع الإبداعي في دبي، وقدرته على المساهمة في رفد التنوع الاقتصادي في المدينة.. وقالت ” يُشكّل التقرير أساساً متيناً للدراسات التفصيلية المستقبلية والتقييمات التي ستُجرى على الصناعات الإبداعية المختلفة، وذلك من خلال توفير إطار واضح للانطلاق منه. كما سيساعد التقرير الحكومة على تكوين فهم أعمق للصناعات الرئيسية من حيث الأولويات وأصحاب المصلحة الرئيسيين والعوامل الجوهرية للارتقاء بتلك الصناعات؛ ما يسمح لصانعي السياسات بتطوير تشريعات ومحفزات أكثر فاعلية”.
– خطة دبي الاستراتيجية..
ويرسم التقرير مساراً واضحاً للنمو، ويقترح سبعة عوامل للتمكين، أو مسرعات للنمو، تتمثل في البنية التحتية، والتعليم، وريادة الأعمال والابتكار، واستقطاب المواهب، والتمويل، والأنظمة التشريعية، والمشاركة العامة، فيما تضمن توصية بإجراء مقارنات معيارية في المستقبل.
وأشارت هالة بدري إلى أن التقرير يقدم توصيات محددة واستراتيجية لكل قطاع من القطاعات الستة الرئيسية التي دُرست ضمن عوامل التمكين السبعة المحددة، موضحة إنه تقرير قطاعي شامل يحتوي على مستوى غير مسبوق من التفاصيل على مستوى قطاع الثقافة في دبي، ويتيح للمعنيين في القطاعين الحكومي والخاص توصيات قائمة على البحث تمكنهم من اتخاذ قرارات مبنية على حقائق ووقائع ملموسة بشأن السياسات والمبادرات التي ينبغي تبنّيها في إطار الخطة الاستراتيجية للإمارة.
– حقائق وأرقام..
ونوهت مدير عام “دبي للثقافة” إلى أن الإحصائيات والبيانات المهمة التي يتضمنها التقرير حول واقع أداء القطاع الثقافي في دبي، تُعد مؤشراً على قدرة الصناعات الإبداعية على تشكيل مستقبل دبي، وتسهم في إلهام الأفراد المبدعين لخلق الفرص في المدينة،
وتقدم الأسباب المحفزة لهم للعيش والعمل والازدهار فيها.
ومن الحقائق والإحصائيات التي تضمنها التقرير:
– أسهَم قطاع الثقافة في دبي بحوالي 4.02 في المئة من إجمالي الناتج الاقتصادي للإمارة في عام 2019.
– تبلغ نسبة التوظيف في القطاعات الإبداعية3.6 في المئة من إجمالي عدد الوظائف في دبي.
– حقق الاقتصاد الإبداعي في دبي إيرادات تجاوزت 37 مليار درهم في العام 2019 ووظف أكثر من 108 آلاف فرد.
– ساهمت صناعة التصميم بأكثر من 15.6 مليار درهم إماراتي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي في عام 2019
– الطلب على الأنشطة الثقافية في دبي يزداد بشكل مطّرد إذ يشهد إنفاق الأُسر على النشاط الثقافي ارتفاعاً بوتيرة أسرع من الزيادة في إجمالي الإنفاق الأُسري منذ عام 2014.
– عدد صالات العرض في دبي يفوق عددها في أي مدينة أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
– يحتل أداء الإمارات العربية المتحدة في مجال الابتكار المرتبة 34 من أصل 131 اقتصاداً على مستوى العالم في مؤشر الابتكار العالمي الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية لعام 2020.
– جاءت دبي ضمن أكثر 10 مدن تأثيراً في العالم في مؤشر جاذبية الدول وعلاماتها التجارية “فيوتشر براند كانتري إنديكس” لعام 2020.