تتواصل العروض والمفاجآت المدهشة التي يقدمها مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ 12، والذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار “لخيالك”، حيث أطلت أربعة شخصيات فنية على الجمهور لتبهر الأطفال وأولياء الأمور بملابسها ووجوها الملونة، فتزاحم الصغار والكبار لالتقاط الصور التذكارية معها.
اعتمدت الشخصيات الملونة في عرضها على الإيحاء بانهماكها في القراءة، فكانت تتجول بصمت راقص، وبيد كل شخصية كتاباً يتخذ اللون ذاته الذي يرتديه الراقص الصامت، فظهرت الكتب الملونة بأيديهم كما لو أنها قد صارت جزءاً منهم.
إنها دعوة ملونة إلى القراءة وإلى التوحد بالكتاب بمرح، من أجل اقتطاف مباهج المعرفة وصمتها الذي يشبع العقول بحيوية الكلمات التي تتحرك في المخيلة، وكأن رقص الشخصيات الأربع الملونة التي تجولت بين ردهات وقاعات المهرجان معادل للسعادة التي تحدثها قراءة الكتب لروح الإنسان.
تحولت الشخصيات بألوانها وملابسها إلى تماثيل متحركة، حيث اكتسى كل عارض بلون واحد يغطي كل ملابسه، وحتى لون شعره ونظارته والكتاب الذي يحمله، إذ اتخذت الشخصيات من الأحمر والأزرق والأصفر والوردي ألواناً لها.
وظهر القارئ الأحمر في ملابس توحي بعقد الستينيات من القرن الماضي، وكأنه يطالع صفحات من رواية بوليسية شيقة، بدت سيدة اللون الأزرق، كما لو أنها ربة بيت ارستقراطية تقرأ رواية كلاسيكية، فيما ظهر الرجل الأصفر الذي يتكئ على عصاه الأكبر سناً والأكثر حكمة، وأخيراً سيدة اللون الوردي ذات الصمت الأكثر صرامة والقبعة المزينة بقرنين، لتوحي بأنها تطالع قصة خيالة مليئة بالرعب وقصص الأشباح.
إنها البهجة حين تقرأ وحين تنظر إلى ما حولها بلغة اللون، وتخبرنا أن الكتاب لا يزال حاضراً وأنه سيبقى الوعاء الأكثر قدرة على نقل المعرفة والمتعة بين الأجيال المتعاقبة.