ناقشت “لغتي”، المبادرة التعليمية الرامية إلى دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية لأطفال وطلاب مدارس الشارقة، أثر التحول المحوري في مجالات التعليم والدور الذي تلعبه التقنية الحديث في التحصيل العلمي والمعرفي لطلاب مدارس الشارقة، كما استعرضت العلاقات المشتركة التي تجمعها مع مختلف الجهات التعليمية في الإمارة، وذلك خلال جلستين حواريتين أقيمتا ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ11 التي تستمر حتى 27 أبريل الجاري في مركز إكسبو الشارقة.
وحملت الجلسة الأولى عنوان “التعلم الذكي: تحول جذري في نظم التعليم بالإمارات ودور مبادرة لغتي في منظومة الشراكة المجتمعية”،وشارك فيها كل من بدرية آل علي، مدير مبادرة لغتي، ومروة الخطيب مساعد مدير مبادرة لغتي، ومنيرة المرزوقي من قسم المناهج الحضانة في مجلس الشارقة للتعليم، ونهلة السعدي من إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وهيفاء الحاج من روضة الثميد التابعة لوزارة التربية والتعليم، وأدارتها أسماء الزرعوني.
وفي مداخلة لها خلال الجلسة الأولى أشارت بدرية آل علي مدير مبادرة لغتي إلى أن طفل اليوم يختلف عن طفل الأمس، والمدارس والحضانات وأساليب التدريس لها دور مهم في تكوين شخصيات الأطفال وتحصيلهم العلمي والمعرفي، لافتة إلى أن التعليم الذكي يسهم بصورة فاعلة في تسهيل عملية التعليم المقدمة للأجيال الجديدة سواء من الأمهات والآباء أو من المعلمين فهو معلم مساعد ما يلعب دوراً محورياً في لفت انتباه الأجيال الجديدة لمقدرات المعرفة الحديثة دون إغفال دور التعليم التقليدي.
من جهتها أكدت منيرة المرزوقي أن رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة 2021 الهادفة بأن تكون الدولة ضمن أفضل دول العالم على صعيد التعليم بحلول العام 2021 أسهمت في تحول جذري في مقومات وشكل التعليم في الدولة، مشيرة إلى أن المؤسسات التعليمية جميعها باتت تسعى إلى تكوين بيئة مدرسية تمتاز بمواصفات قياسية عالمية المستوى ومستندة إلى أحدث المناهج العالمية وأكثرها تطوراً.
وتابعت:” ما نلحظه هو أن مبادرة لغتي لعبت دوراً في إيجاد مسارات وتحولات جذرية مهمة على صعيد التعليم الأكاديمي لطلاب وطالبات المدارس الحكومية في الشارقة، فهي من ناحية فتحت أمامهم آفاقاً لتعلّم لغتهم العربية الأم بشكل قوي وادراك مفاهيمها وتفاصيلها ومن ناحية أخرى أطلعتهم على وسائل التعلم الحديث التي تتيحها التقنية ما لعب دوراً في تسهيل العملية الدراسة سواء للطالب أو المعلم وفتح آفاق جديدة من شأنها أن ترتقي بمستوى تحصيلهم وخبراتهم العلمية والعملية، ولهذا نحن نسعى إلى ايجاد شراكة مجمتمعية تعليمة معهم في الحضانات وإمكانية أن تشمل المبادرة الحضانات الحكومية “.
من جانبها أكدت نهلة السعدي من إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة إلى أن مبادرة لغتي فتحت المجال أمام الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور ليختبروا وسائل تعليم جديدة ومبتكرة، مشيرة إلى أن المبادرة مع الاتفاقية التي وقعهتها مع إدارة سلامة الطفل سوف توجه الأطفال نحو اتباع أهم مناحي السلامة ووتلعبت دوراً في تثقيفهم حول الاستخدام الأمثل للتقنية الحديثة.
وتابعت السعدي”: الشراكة التي تجمع إدارة سلامة الطفل مع المبادرة كبيرة ومثمرة حيث عمدنا مؤخراً إلى تفعيل دورنا من خلال طرح سلسلة من القصص والألعاب التفاعلية التوعوية التي تحمل رسالة الإدارة لتضمينها لأجهزة المبادرة ضمن المراحل المقبلة، لأننا نسعى لتعزيز علاقة الطلاب والأطفال بالتعلم من خلال أحدث الوسائل كما نحرص على لفت انتباه الآباء والأمهات إلى ضرورة تكثيف حلول التوعية للاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والشبكة العنكبوتية وهذا جزء من مسؤوليتنا المجتمعية التي نسعى لتفعيلها بالشراكة مع مختلف الجهات”.
من جانبها قالت: هيفاء الحاج مبادرة لغتي ساهمت في تغيير نمط التعليم السائد في المدارس ودور الحضانات وفعّلت من حضور التقنية على مقاعد التحصيل العلمي وهذا يحسب لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي لطالما كان حريصاً على بناء جيل المستقبل المدعم بالمعرفة والعلم والثقافة، لهذا نحرص على تفعيل دورنا كشركاء مع المبادرة ونتطلع لأن يثمر المستقبل عن الكثير من التطورات التي تسهم في الارتقاء بمجالات التعليم في الإمارة”.
التكنولوجيا في خدمة اللغة العربية
واستضافت الجلسة التالية التي حملت عنوان “دور مبادرة لغتي في العملية التعليمية في مدارسة إمارة الشارقة وما تطرحه من أنشطة تعزز اللغة العربية”، وأدارتها نجيبة الرفاعي، كلّاً من السيدة عائشة البيرق عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وآمنة الملا، مديرة مدرسة الشارقة النموذجية للبنين، وشهدت حضور كلّ من بدرية آل علي، مدير مبادرة لغتي، ومروة الخطيب مساعد مدير مبادرة لغتي.
واستهلت عائشة البيرق مداخلتها بالقول: “إن مبادرة لغتي لها أثر مهم ومحوري في تأسيس الطالب على حب اللغة العربية والتمّعن في جمالياتها وما تتضمنه من عبر ومعارف، فالأساليب الذكية التي تدعمها المبادرة في تعلم اللغة العربية خلقت شغفاً إضافياً لدى الأطفال على القراءة والتعلم والاستفادة وتبني مقدرات المعرفة الجديدة “.
من جانبها قالت آمنة الملا”: المبادرة رفعت من نسبة التحصيل العلمي لدى طلبة المدارس بنسب كبيرة وقد لمسنا ذلك من خلال التقييمات التي أجريناها في المدرسة وشاهدنا أن المنحنيات تصاعدت ووصلت إلى تحقيق أرقام كبيرة ومتقدمة عن السابق وهذا كله يحسب لحضور التعليم الذكي الذي قدمته المبادرة، فهي تخدم جميع الطلاب من خلال ما تقدمه من معارف”.
وتابعت”: يجب أن يتم تأهيل المعلمين نحو الاستفادة من الخيارات التي تقدمها المبادرة من خلال لفت انتباههم إلى ضرورة توجيه الأطفال نحو الاستخدام الأمثل لهذه التطبيقات، والبحث عن خيارات تعليمية أوسع وتضمينها، إلى جانب الاهتمام بجعل هذه الأجهزة التعليمية المساندة قريبة من الأطفال عبر تحبيبهم بلغتهم الأم من خلال طرح أساليب تدريسية تدمج ما بين الفائدة والمتعة من جهة دون إغفال ضرورة الاهتمام بالأمن الإلكتروني وتوعيتهم نحو تجنب الأساليب الخاطئة في التعامل مع هذه الأجهزة”.