ويضم المعرض للمرة الأولى كل اللوحات والمنحوتات الفعلية التي أدرجها الفنان الفرنسي عام 1911 في هذه القطعة؛ حيث رسم أعماله الموجودة البالغ عددها نحو 15 داخل نسخة متخَيّلة لمشغله الخاص الواقع في إيسي ليه مولينو بضواحي باريس.
ويتيح المعرض لزواره الاطلاع مثلاً على النسخ الفعلية من أعمال شهيرة لماتيس، ومنها لوحة «لو جون ماران 2» التي رسمها عام 1906 وتُعرض للمرة الأولى في باريس منذ 31 عاماً، وأخرى أقل شهرة على غرار لوحة من عام 1898 هي «لا كورس، لو فيو مولان».
أما الصحن الذي رسمه ماتيس عام 1907 ويظهر في مقدّم «لاتولييه روج» فمصدره مجموعة متحف الفن الحديث في نيويورك، وكذلك اللوحة نفسها التي حصل عليها المتحف الأمريكي عام 1949، وهي من أبرز أعماله المرموقة، بحسب كبيرة أمنائه آن تيمكين.
وأوضحت المنسّقة العامة للمعرض سوزان باجيه أن وثائق أرشيفية لم يسبق عرضها وأعمالاً أخرى تسلّط الضوء على سياق ولادة هذه اللوحة التي وصفتها بـ«اللغز»، ومنها «النافذة الزرقاء» التي رسمها عام 1913 و«الداخل الأحمر الكبير» العائدة إلى عام 1948 من مجموعة متحف الفن الحديث بمركز بومبيدو.
وأضافت باجيه أن اللوحة طبعت جميع الفنانين التعبيريين الأمريكيين والجيل التالي، مثل مارك روثكو ثم إلسوورث كيلي.
وعُرِضَت اللوحة في بداياتها في لندن، حيث لم تلقَ نجاحاً، وتكرر الأمر في نيويورك وبوسطن وشيكاغو لاحقاً، في معرض «آرموري شو» المرموق. واشترى اللوحة عام 1927 نادي «ذي غارغويل كلوب»، الخاص الذي يضم أعضاء من المجتمع اللندني الراقي، ثم بيعت لصاحب معرض في نيويورك عام 1940 قبل أن تنتقل ملكيتها إلى متحف الفن الحديث في نيويورك عام 1949.
وقالت تيمكين، إن «تاريخ الفن لما كان كما نفسه من دون هذه اللوحة. إنها واحدة من أكثر لوحات ماتيس جرأة وهي لحظة تجريب في أعماله كان لها التأثير الأكبر في تاريخ الفن في ما أعقبها من القرن العشرين».
وإلى جانب ماتيس، تقيم «مؤسسة فويتون» بالتعاون مع متحف غلينستون الأمريكي معرضاً بعنوان «أشكال وألوان» مخصصاً للفنان التجريدي الأمريكي إلسوورث كيلي (1923-2015)، وهو الأكبر من نوعه يُنظَّم في باريس التي عاش فيها سنوات عدة.
واشتهر إلسوورث كيلي بأعماله الأحادية اللون، وصمّم ديكور القاعة التي تحمل اسمه في مؤسسة فويتون، قبل وفاته مباشرة.