استضافت مكتبة محمد بن راشد، على خشبة المسرح الداخلي، الحفل الأوبرالي الأول للفنانة الإماراتية فاطمة الهاشمي، بمصاحبة أوركسترا شبابية مبدعة، وذلك ضمن استراتيجية المكتبة لتعزيز حضور المرأة الإماراتية، وإبراز دورها الفعّال في المجتمع.
وحضر الحفل، د. محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد، وجمال الشحي، عضو مجلس الإدارة، ود. باولو بتروشيلي، مدير دبي أوبرا، إلى جانب نخبة من ممثلي اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومن وزارة الثقافة والشباب، وحضور من مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، إضافة إلى ممثلي العديد من المؤسسات الثقافية في الدولة.
واستهلت فاطمة الهاشمي الحفل بأداء النشيد الوطني الإماراتي بصوتها الشجي، ووجهت كلمة للحضور عبرت فيها عن فخرها واعتزازها بوقوفها على مسرح المكتبة التي تعد بوابة مميزة للثقافة والفنون.
وتنوع برنامج الحفل بين أغانٍ شرقية أصيلة مثل «قلبي دليلي» للفنانة الراحلة ليلى مراد، و«يا حبيبي تعال الحقني» لأسمهان، «يا عاشقة الورد» لزكي ناصيف، «أنا لها شمس» للفنان حسين الجسمي، وكلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تعد من أبرز الأغاني الوطنية التي تحمل رسالة حب وولاء للوطن، كما أمتعت الجمهور بأغنية «قلب بلا حرس» التي تجمع بين اللحن العصري والكلمات المعبرة، إضافة إلى و«يا زهرة في خيالي» لفريد الأطرش، و«بس قلك حبيبي» لماجدة الرومي وغيرها، إلى جانب تقديم مجموعة من المقطوعات العالمية من الموسيقى الكلاسيكية والغناء الأوبرالي مثل أغنية «بهدوء أغنياتي» لفرانز شوبرت، وواحدة من أشهر أغاني مسرحية كارمن وأغنية «بيلاتشاو» التي تحمل طابعاً فولكلورياً عالمياً
تجربة متفردة
أكد د. محمد المزروعي، عضو مجلس إدارة المكتبة قائلاً: «إن مكتبة محمد بن راشد تعد اليوم مركزاً ثقافياً وترفيهياً متكاملاً يجمع بين
الكنوز المعرفية والثقافية وبين الفنون والترفيه، حيث نسعى لتقديم تجربة متفردة تعكس رؤيتنا وطموحاتنا لمستقبل المكتبات العامة على مدار الخمسين عاماً المقبلة، بما يدعم تطلعات القيادة الرشيدة في بناء معرفة وثقافة تنهض بجميع المجالات، خاصة في قطاع الثقافة».
وأضاف: «تشكّل الفعاليات الفنية والموسيقية جسوراً تربطنا بعالم الإبداع والفكر لتعكس قوة الفن للتأثير في النفوس، من خلال رسالة تنقلنا إلى عوالم أخرى لتعزز من قيمنا وتوسع آفاقنا».
وعن أهمية استضافة الحفل، قال د. المزروعي ل«الخليج»: «الفعالية تعبير عن دعم دور المرأة الإماراتية وتقديرها في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الفني والثقافي، حيث تسلّط هذه النوعية من الفعاليات الضوء على قدرات النساء ومواهبهن في الدولة، وتحفيزهن على تحقيق أهدافهن وتطلعاتهن بأسلوب مبتكر يمزج بين العناصر التقليدية والحديثة، ومن خلال توفير منصة للمواهب الإماراتية بشكل مستمر، تسهم مكتبة محمد بن راشد بدور مهم في اكتشاف وتعزيز المواهب المحلية في مجال الفن والموسيقى، إلى جانب توجيه الشباب نحو تطوير مهاراتهم الفنية وتحفيزهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، إضافة إلى إتاحة الفرصة للجمهور للتواصل مع الفنون والثقافات المتنوعة وزيادة الحضور الثقافي والتواصل الاجتماعي، كما نحرص على توفير بيئة تعليمية وثقافية تشجع على التعلم والإبداع، من خلال عقد ورش عمل وفعاليات ثقافية متنوعة في المكتبة لدعم وتنمية المواهب في مختلف المجالات الفنية والثقافية».
وعن الخطط والمشاريع المستقبلية بالمكتبة، أشار د. المزروعي إلى أن المكتبة تمتلك خططاً ورؤية مستقبلية وبرنامج فعاليات متجدداً ومستداماً على مدار العام؛ حيث تنظم العديد من الحفلات الفنية في مختلف التخصصات الفنية، مثل الموسيقى والمسرح، إلى جانب استقطاب فنانين محليين وعالميين لتقديم عروض متنوعة تعزز التفاعل الثقافي والفني في الدولة، وتقدم برنامجاً من الفعاليات والمعارض والبرامج المختلفة لجميع أفراد المجتمع، باعتبارها منصة حيوية فاعلة، إضافة إلى توفير مساحات من الترفيه، والأنشطة الاجتماعية والإنسانية والثقافية النوعية.
ومن جهتها، عبرت فاطمة الهاشمي عن سعادتها بإقامة حفلها الأول بمكتبة محمد بن راشد، ضمن احتفالات يوم المرأة الإماراتية، وقالت: «عشقت الموسيقى الكلاسيكية الغربية منذ طفولتي، وتربيت في أسرة فنية على أنغام الموسيقى الشرقية والطرب الأصيل، ولذلك حرصت على تقديم برنامج للحفل يعكس هويتي الموسيقية التي تدمج بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية والطرب الشرقي الأصيل، لذلك قدمت أغاني الأوبرا مع روائع الموسيقى العربية، فغنيت لليلى مراد، وغنيت هابانيرا من كارمن، ومقطوعة كلاسيكية من تأليف تشوبارت».
وأضافت: «جمهور فن الأوبرا محدود في كل العالم، لكن في أرض الفرص بالإمارات، حصلت على دعم كبير بوجودي في العديد من الفعاليات الفنية والثقافية، وأستعد حالياً للغناء بحفلات مقبلة لأقدم أغاني وألحاناً خاصة بي، وأن أكون حاضرة في مناسبات عديدة داخل الدولة وخارجها».
وشهد الحفل إقبالاً فاق التوقعات من عشاق الفن والثقافة، وتفاعلاً كبيراً من الحضور، ما أضفى على الحدث حالة من الانسجام والاستمتاع بالحفل، حيث أشاد الجمهور بالفعاليات المميزة والمتفردة التي تنظمها المكتبة على مدار العام لفنانين كبار، ما يجعلها إحدى المكتبات العامة البارزة التي تجمع بين الثقافة والترفيه، ومركزاً مجتمعياً متكاملاً يناسب جميع أفراد العائلة.