
يجيب معرض الشارقة الدولي للكتاب، في الشعار الذي اختاره لدورته الأربعين «هنا.. لك كتاب»، عن أسئلة عديدة تتكرر غالباً حول مجمل الفعاليات الثقافية والإبداعية التي تقام في المنطقة، فمن هم جمهور هذه الفعاليات؟، وهل يمكن لأي شخص أن يشارك فيها ويحضرها، أم هي موجهة لجمهور من المتخصصين بالأدب والفن والفكر؟
هذا ما تواجهه الكثير من الفعاليات الثقافية في المنطقة والعالم؛ إذ غالباً ما يقتصر جمهورها على المثقفين، إلا أن المعرض، لم يكن يوماً حدثاً للكتاب وحسب، وإنما لكل أشكال الفنون والإبداعات والمعارف الإنسانية، ونجح منذ دوراته الأولى أن يفتح أبوابه أمام فئات الجمهور كافة، بمجمل اهتماماتهم، فصار ينتظره الصغار قبل الكبار، ومن لا يهتمون بالقراءة قبل القراء والأدباء والكتّاب.
في دورته الجديدة التي تقام في مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 3 – 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يؤكد المعرض على رسالة كرّسها طوال مسيرة طويلة، وقاد فيها أكبر حملة ثقافية في العالم، تحت شعار «إذا مهتم بشي، يعني مهتم بالكتب»، فكانت هذه الرسالة رغم بساطتها وبداهتها مثيرة لاهتمام الملايين حول العالم، فظهرت في إمارات الدولة، وعلى مركبات الأجرة الشهيرة في لندن، وعلى اللافتة الأشهر في التايمز سكوير في نيويورك، وفي شارع الشانزليزيه بباريس، كما في القاهرة، والسعودية.
جديد الآداب والعلوم
يبحث الكثير من متابعي جديد إصدارات دور النشر العربية والأجنبية عن منصة تتيح لهم الوصول إلى الكتب، من دون عراقيل الشحن، أو الجودة، أو غيرها من التحديات التي تواجه تسوّق الكتب عبر الإنترنت، وهذا ما يجده القُراء في المعرض، ليس على مستوى إصدارات دور النشر العربية، وحسب، وإنما على مستوى ما ينتجه العالم أجمع من مؤلفات في مختلف الحقول، فالمعرض يقدّم هذا العام 15 مليون كتاب، تمثل 1.3 مليون عنوان، منها 110 آلاف عنوان جديد يعرض للمرة الأولى في المعرض.
هواة الفنون البصرية
إلى جانب آلاف الإصدارات التي تقدّم تاريخ الفن، وتقنيات إنتاج اللوحة، وفنون الرسم والتلوين، والزخرفة التي تحضر في المعرض مع ناشرين من مختلف بلدان العالم، يخصص المعرض هذا العام ركناً للرسامين، يتيح من خلاله الفرصة أمام المهتمين لاحتراف فنون رسوم كتاب الطفل، ويفتح أمامهم الباب، ليعرضوا تجاربهم على خبراء ومتخصصين من حملة الجوائز العالمية؛ لتقييم تجاربهم وتوجيههم في مسارهم الإبداعي.
المهتمون بالمسرح
على يمين بوابة مركز إكسبو الشارقة، المطلة على ممزر الشارقة، توجد القاعة الرئيسية للمعرض، التي تفتح أبوابها طوال أحد عشر يوماً أمام عشاق المسرح من الكبار والصغار؛ لمتابعة عروض فنية لمسرحيين ومبدعين في فنون الأداء، توافدوا من بلدان عربية وأجنبية ليثروا تجربة زوار المعرض بحكايات وفنون ساحرة، تحمل ذاكرة بلدان كاملة.
عشاق الرياضة
يكشف البحث السريع في موقع العرض حول الكتب المعنية بالرياضة عن مئات العناوين باللغة العربية والإنجليزية وغيرهما من اللغات، يمكن لهواة متابعة الرياضات الإبحار من خلالها إلى كواليس وأسرار أبطال ونجوم الألعاب الرياضيّة والتعرف إليهم، كما يمكن للمتخصصين قراءة أحدث ما توصل له العلم حول قدرات الجسم البشري، وتقنيات تمرينه، والحدود التي تدفع نحو الطاقة القصوى للرياضيين في كل لعبة.
هواة الطهي
يشكّل الطهي شغفاً لدى الكثير، وخاصة ربات البيوت اللواتي يحوّلن الطعام إلى رحلة بين ثقافات وبلدان العالم، من هنا يفتح المعرض وعبر ركن مخصص للطهي، للتعرّف مباشرة إلى فنون إعداد المأكولات مع أشهر الطهاة في المنطقة والعالم، فيتحوّل الركن إلى منصة حيّة لتعلم أسرار إعداد الوجبات والحلويات والمشروبات، كما يتيح المعرض آلاف الكتب المتخصصة بالطبخ، منها ما يقدم وصفات وفنوناً، وآخر يكشف تاريخاً ثقافياً للمأكولات وأصناف الطعام، فيما يتناول آخر الفوائد الصحية للأطعمة، ويعلّم كيفية الاستفادة منها.
شغف الصغار
يتطلع الأطفال واليافعون كما أولياء الأمور إلى منصة تحتضن نشاط الصغار، وتكشف عن مواهبهم، وتثير فيهم الحماس نحو التعلّم والتجريب، وهذا ما يضعه المعرض على رأس أولوياته من خلال تنظيمه سنوياً لبرنامج متكامل ينظم مئات الورش والفعاليات الإبداعية والفنية والمعرفية التي يقودها متخصصون عرب وأجانب، يقدّمون على مدار أيام المعرض ورشاً في صناعة الروبوتات، والرسم، والهندسة، والبرمجة، وصناعة الدمى، وغيرها من المهارات التي تعزّز تجارب الأطفال الإبداعية والمعرفية.
صنّاع المحتوى
لأن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل اليوم مركز التفاعل والتواصل وتقديم المحتوى الترفيهي والإبداعي والمعرفي في العالم، يمنح المعرض عبر منصة التواصل الاجتماعي فرصة كبيرة أمام الجمهور للقاء أشهر المؤثرين وصنّاع المحتوى العرب والأجانب، وفي الوقت نفسه يمنح هواة صناعة المحتوى الفرصة لاحتراف وتعلم مهارات وتقنيات التسويق الرقمي، والتصوير، وإنتاج البودكاست، والكتابة لمواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المهارات.
سحر الموسيقى
ليس غريباً أن يجد المتجول في أروقة المعرض نفسه أمام فرقة موسيقية جوالة تؤدي عرضاً فنياً يجمع بين فنون الأداء والعزف على الآلات، ويروي في الوقت نفسه حكايات وتراث شعوب، فالموسيقى ترافق الزوار وتصحبهم إلى ثقافة بلدان وحضارات قديمة ومعاصرة.
مساحة للإعلاميين
أما عن الإعلاميين والإعلاميات، فالمعرض يستضيف سنوياً كتّاباً صحفيين ورؤساء تحرير صحف وإعلاميين وإعلاميات من كبرى المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية والأجنبية، الأمر الذي يجعله إحدى المنصات الدولية التي تعزز العلاقات بين الإعلاميين والصحفيين، وتجمعهم في مكان واحد من مختلف البلدان في المنطقة والعالم.
الباحثون عن لقطات استثنائية
يسافر محترفو التصوير وهواته إلى بلدان العالم؛ لالتقاط ملامح وجوه البشر بتنوعها الفريد، ويتنقلون بين الأحداث والفعاليات للوصول إلى لقطات استثنائية لافتة، وهذا ما يختزله المعرض بين ردهاته، فهو المكان الذي يجمع ضيوفاً وجمهوراً من كل بلدان العالم، وهو المكان الذي يمكن للمصورين فيه أن يكونوا وجهاً لوجهٍ مع نجوم وفنانين ومشاهير، بالإضافة إلى المشاهد المدهشة التي تقدمها العروض الفنية والبهلوانية والمسرحية التي يمكن للمصورين الخروج منها بلقطات مميزة ونادرة، وإلى جانب هذه العوالم فالمعرض يقدم كتباً لاحتراف التصوير وإتقان فنونه بمختلف اللغات.