في جولة بين أروقة معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ39 التي يستضيفها مركز اكسبو الشارقة لغاية 14 نوفمبر الجاري، تصادفك حكايات غريبة للكثير من الكتب المنتشرة بين رفوف دور النشر المشاركة في المعرض، منها كتب صدرت بعد رحيل مؤلفيها، وأخرى وجدت طريقها للصدور وكتابها يصارعون المرض ليرحلوا أثناء عملية الطباعة، وكتب رحل مؤلفوها بعد حضور حفل توقيع الكتاب مباشرة.
يروي صاحب دار المتوسط من إيطاليا، خالد سليمان الناصري، أن الشاعر أمجد ناصر الذي يُعرض ديوانه الشعري الأخير ضمن إصدارات الدار الحديثة بعنوان “مملكة آدم” لم يكن واعياً على الحياة بسبب صراعه مع مرض عضال أثناء عملية صدور المجموعة، ليتوفاه الله بعد صدور الكتاب بأيام قليلة.
وفي جناح دار ماهي للنشر والتوزيع من مصر، يشير رئيس الشركة، الدكتور مجدي عبد الله، إلى أن الكاتب المصري إبراهيم الجويلي، الذي تعرض له الدار كتابه الأخير بعنوان “الشاطىء الآخر”، لقي مصرعه في العام الماضي بحادث سيارة بعد أسبوعين من حضوره حفل توقيع كتابه الأول الذي يتحدث عن قيمة الحب.
ويذكر أحمد المرادي، صاحب دار التوحيدي من المغرب، أن الدار تعرض كتاباً بعنوان “أرخبيل الذاكرة” للمؤلف المرحوم عبد الرحيم مؤدن، يتضمن تجربته الأدبية في أربع رحلات قام بها إلى القاهرة وهولندا وباريس والصين، ويلفت المرادي إلى أن المؤلف توفي بعد كتابة مخطوط الكتاب لكنه أوصى بنشره فعملت الدار على تنفيذ وصيته.
ويستعرض علي سماوي أحد موظفي مركز دراسات الوحدة العربية من لبنان، قصة كتاب “جينالوجيا الآخر” للكاتب عبد الغني عماد، والذي يعد من أحدث إصدارات المركز، مشيراً إلى صدور الكتاب في شهر مارس 2020، ووفاة مؤلفه في شهر أغسطس الماضي، والمؤلف هو أستاذ جامعي وعميد سابق في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية وله الكثير من الأبحاث والدراسات، وصدر له نحو 40 كتاباً ومؤلفاً.
وتتحدث ياسمين الكواكبي، مديرة مبيعات في دار ملتقى الطرق من المغرب عن كتاب “الحوارات السياسية” للمؤلفة مليكة مالك، قائلة: “المؤلفة هي صحافية تعرض في هذا الكتاب مجموعة الحوارات التي أجرتها خلال مسيرتها الصحفية مع شخصيات سياسية مغربية، وتم عرض الكتاب لأول مرة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الماضية وتوفيت بعد ذلك مباشرة، واليوم نعرض الكتاب في هذه الدورة من المعرض ضمن إصداراتنا تخليداً لذكراها”.