أمضى بوغدان، الأسبوع الأخير، وهو يصنع الزجاجات الحارقة (مولوتوف)، التي ينوي قذفها على الجيش الروسي في حال اجتاح أوديسا، المدينة التي يحبها، كما يقول.

وأضاف خلال حديثه لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية في مخبئه السري للأسلحة بوسط أوديسا: “كل يوم نصنع أكثر من ألف زجاجة (حارقة)، وإذا جاء العدو إلى مدينتي سأصنع أكثر من ذلك بكثير”.

وبوغدان واحد من أفراد قوة الدفاع الإقليمية في هذه المدينة الاستراتيجية، وتضم هذه القوة رجالا ونساء يؤكدون أنهم مصممون على الدفاع عن مدينتهم.

وعلى بعد عدة كيلومترات، يقع مركز مجتمعي تقوم فيه النساء بقص قطع من القماش وربطها يدويا بالشباك، وذلك لتجهيز تمويهات لإخفاء دفاعات أوديسا.

وفي هذا المركز، كانت هناك أولها بوليوها مدرّسة لغة إنجليزية (22 عاما) وجاءت متطوعة مع والدتها.

وتقول أولها: “هذا الأم مهم حقا وسنواظب على العمل على مدار الساعة لنصع المزيد. لن نتوقف ولن نستسلم”.

وتضيف: “أعتقد أننا نستعد لهذا الأمر منذ سنوات، فروسيا تهددنا منذ وقت طويل”.

وأكدت: “أوكرانيا لن تستسلم. روسيا لن تنتصر”

أهمية أوديسا الاستراتيجية

وأوديسا ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا بعد كييف وخاركيف، وتعتبر عاصمة الجنوب الأوكراني.

وتتمثل أهمية أوديسا في أن السيطرة عليها تعني عزل أوكرانيا عن البحر الأسود، بما ينطوي على حرمان البلاد من الاستيراد والتصدير.

وتتم 70 بالمئة من تجارة أوكرانيا البحرية عبر موانئ أوديسا، ومن دون هذه المدينة ستكون كييف معزولة إلى حد كبير عن الأسواق الدولية.

وفي حال تمكنت القوات الروسية من تأمين البنية التحتية للموانئ الأكثر ربحا في أوكرانيا، فهذا من شأنه أن يمنح موسكو ميزة سياسية واقتصادية غير مسبوقة في منطقة البحر الأسود.

ويُعتقد أن القوات الروسية قريبة من أوديسا وتتقدم من ناحية الجنوب، وتحدثت تقارير عن وجود سفن حربية روسية على طول الساحل، لكن لم يتم تأكيد هذه التقارير.

وقد انضم الآلاف إلى الجيش في أوديسا، خلال الأسبوع الأخير، للدفاع عن المدينة.

وجال مراسل “سكاي نيوز” في قاعدة وسط مدينة، حيث ستتحول إلى مستشفى ميداني في حال إصابة جنود في القتال، كما أبلغه القائمون عليه.

وكان في القاعدة فلاديمير ناغورني، وهو منتج أفلام قبل الحرب، أما الآن فهو ثاني مسؤول في قيادة هذه الوحدة العسكرية.

وقال ناغورني: “لسنا خائفين من الموت، نحن مستعدون للموت. لن نسمح لروسيا أن تملي ما يحدث في هذا البلد. لن نسمح لهم بتحويلنا إلى دولة روسية أبدا”.