وسعت إسرائيل، أمس الأربعاء من دائرة استهدافاتها في لبنان وشنت، لليوم الثالث على التوالي، غارات جوية مكثّفة على جنوب لبنان وشرقه، وألمحت إلى اجتياح لبنان بعملية عسكرية برية محتملة، واستدعت لواءين من الاحتياط لتعزيز قواتها على الجبهة الشمالية، فيما رد «حزب الله» بقصف مستوطنات وقواعد وأهداف عسكرية، واستهدف بصاروخ باليستي مقراً لجهاز «الموساد» بضواحي تل أبيب، في وقت أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية أسفرت الأربعاء عن 51 قتيلاً وأكثر من 220 جريحاً، بينما أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 90 ألف مدني منذ يوم الاثنين.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إنّ «الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت منذ الخامسة فجراً بالتوقيت المحلى غارات جوية» على مناطق عدة في جنوب لبنان، مؤكدة أنّ الغارات لم تتوقف خلال الليل. وأوضحت أن «الطيران الحربي والمسيّر» شنّ غارات استهدفت «مدينة بعلبك وقرى القضاء» الواقع في شرق لبنان عند الحدود مع سوريا. كما طال القصف قرية المعيصرة الجبلية في منطقة كسروان شمال بيروت للمرة الأولى، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يشنّ غارات واسعة على لبنان. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 9 آخرين. كما أعلنت الوزارة مقتل 51 شخصاً وإصابة أكثر من 220 آخرين بجروح جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت، أمس الأربعاء مناطق عدة في لبنان، بحسب ما أعلن وزير الصحة فراس الأبيض في مؤتمر صحفي.
وفي السياق، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء أن أكثر من تسعين ألف شخص نزحوا جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في لبنان. وأحصت المنظمة الدولية للهجرة في بيان «نزوح أكثر من 90,530» شخصاً إضافياً، منذ الاثنين.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه قصف، أمس الأربعاء، أكثر من 280 هدفاً ل«حزب الله» في لبنان. كما أعلن اعتراض صاروخ أطلق من لبنان بعد دوي صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب. وقال الجيش في بيان «متابعة للإنذارات في منطقة تل أبيب الكبرى (غوش دان) ومنطقة شارون، فالحديث عن إطلاق صاروخ أرض-أرض من لبنان تم اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية». وأكد أن «حزب الله» أطلق «للمرة الأولى» صاروخاً وصل إلى منطقة تل أبيب.
ومن جهته، أعلن «حزب الله» إطلاق صاروخ باليستي من نوع (قادر1) نحو إسرائيل للمرة الأولى منذ بدء التصعيد بينهما، مستهدفاً مقراً لجهاز الموساد قرب تل أبيب، وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير أجهزة بيجر واللاسلكي، في إشارة إلى تفجير آلاف من أجهزة الاتصال في حوزة عناصره الأسبوع الماضي. كما أعلن «حزب الله»، أنه قصف مستوطنة «كريات موتسكين» للمرة الثانية بصليات من صواريخ فادي 1. وأضاف أنه قصف مصنعاً للمواد المتفجرة في منطقة زخرون الإسرائيلية بصلية من صواريخ فادي 3.
وعقب إطلاق الصاروخ، أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اليوم الخميس، سفره الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. واعتبر البيت الأبيض أن إطلاق «حزب الله» صاروخاً على تل أبيب «مقلق للغاية»، لكنه شدد على وجود مجال للدبلوماسية لتجنب «حرب شاملة».
من جهة أخرى، دعا رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قواته الى الاستعداد لما سماه «دخول محتمل» إلى لبنان. وكان بيان للجيش الإسرائيلي نقل عن قائد القيادة الشمالية قوله إن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة من حملتها ويجب أن تكون مستعدة «للمناورة والتحرك». وسارع الجيش الإسرائيلي إلى الإعلان في بيان عن استدعاء لواءين من قوات الاحتياط لمهام عملياتية على الجبهة الشمالية.