حمّل مجلس جامعة الدول العربية إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، نتائج عدوانها على مدنية ومخيم جنين، داعياً إلى تحرك عربي عاجل، بما في ذلك من خلال اللجنة الوزارية العربية مفتوحة العضوية، والمكلفة من القمة العربية بمهمة التحرك على المستوى الدولي، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وتهدف الجامعة العربية من وراء ذلك إلى إطلاق تحرك دبلوماسي عربي، عاجل ومكثف، يشمل مجالس السفراء العرب، وبعثات الجامعة العربية، والتواصل عبر القنوات الرسمية في مجلس الأمن ومراكز صنع القرار الدولي، للتعبير عن التوجه العربي لاتخاذ ما يلزم نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وجميع سياساته وإجراءاته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح مجلس الجامعة العربية، في قراره الذي صدر في ختام اجتماعه الطارئ الذي عقده، أمس الثلاثاء، برئاسة مصر حول الاجتياح الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها، أنه في حال عجز مجلس الأمن عن القيام بدوره، وتولي مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، سيتم التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد دورة مستأنفة عن الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة تحت عنوان «الاتحاد من أجل السلام»، لإصدار القرارات اللازمة نحو وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وطالب المجلس المحكمة الجنائية لدولية بالوفاء بمسؤولياتها بموجب ميثاق روما المؤسس لعملها، في ما يخص العمل على إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها، وما زالت تركبها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بما في ذلك جرائم الاستيطان والضم، والاعتداء على المدن والقرى والمخيمات، وقتل المدنيين والصحفيين والمسعفين والتهجير القسري.
وحث مجلس الجامعة الأمين العام للأمم المتحدة، على تطبيق إجراءات عملية وفعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين، ودعوة الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة، لتحمّل مسؤولياتها، وكفالة احترام وإنفاذ الاتفاقية في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية من خلال وقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال. وأكد المجلس دعم كل الخطوات والإجراءات والقرارات التي تتخذها القيادة الفلسطينية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، بما فى ذلك العدوان على مدينة ومخيم جنين. وقرر المجلس البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تنفيذ مضامين القرار. وكان مندوب مصر السفير محمد عرفي، استهل كلمته التي افتتح بها الاجتماع، بالتأكيد على أن السلطات الاسرائيلية تضيف بالعدوان على جنين خطأ جديداً فوق أخطاء عدة متراكمة، متمثلاً في جريمة جديدة سال فيها الدم الفلسطيني مجدداً، بما ينذر بعواقب وخيمة تهدد الأمن والاستقرار، بالولوج غير المحسوب في دائرة العنف التي يكون فيها الكل خاسراً.
وأكد مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الجامعة، السفير مهند العكلوك، في كلمته أمام الاجتماع، أن جنين ليست وحدها المستهدفة بالعدوان الإسرائيلي، بل المستهدف هو القضاء على النضال الوطني الفلسطيني، وتقويض أي إمكانية لتجسيد استقلال دولة فلسطين، لتثبيت نظام الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني على كل فلسطين. ودعا الدول العربية، ومعها جميع الدول المتمسكة بقيم العدالة ومبادئ القانون الدولي، والتي تنادي حقاً بالسلام العادل، إلى أن تساهم في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تقديم مرافعات قانونية خطية لمحكمة العدل الدولية قبل تاريخ 25 يوليو/ تموز الجاري، وهو الموعد النهائي الذي حددته المحكمة لتلقي تلك المرافعات في إطار عملها على إصدار رأي استشاري، أو فتوى قانونية، بشأن ماهية نظام الاحتلال الإسرائيلي، وآثاره في الشعب الفلسطيني.
من جهته، شدد المندوب الأردني الدائم لدى الجامعة، أمجد العضايلة، على رفض بلاده المطلق لكل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان إسرائيلي متكرر، وجرائم ترتكب بحقه من دون أدنى اعتبار للمعايير الإنسانية والمواثيق الدولية، وثوابت القانون الدولي.