
عندما يتكلم يصمت الجميع، وحينما يصمت ينتظر الجميع كلامه، بصماته على خرائط العالم من أقصى الشرق في فيتنام والصين مروراً بالكرملين والساحة الحمراء والشرق الأوسط، وصولاً إلى أمريكا الجنوبية وشيلي، رغم أنه رائد المدرسة الواقعية في السياسة والعلاقات الدولية، فإنه من أهم المؤمنين بحقائق التاريخ و ديكتاتورية الجغرافيا.. الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي مشروعه الأول والأخير، في 27 مايو المقبل يكمل قرناً كاملاً في قهر المستحيل، هو آخر شخص على قيد الحياة من حكومة الرئيس ريتشارد نيكسون، ورغم أنه ولد قبل انتشار الراديو فإن حضوره صاخب وطاغٍ في زمن تويتر وفيسبوك.
يوصف بأنه ثعلب السياسة الأمريكية، نجا من محارق النازية عام 1938 عندما هرب مع أسرته إلى لندن، ومنها إلى نيويورك، لكنه عاد إلى ألمانيا ضمن الجيش الأمريكي ليقاتل من جديد ضد النازية، أيقن وهو في ساحة الحرب أن الدبلوماسية لا تقل قوة وتأثيراً عن المدافع والطائرات، تعلم أن التواصل ودبلوماسية «الخطوط الساخنة» قادرة على حل العقد السياسية، احترف السير في الجبهات الأمامية وسط ألسنة النار، فعرف معنى وقيمة السلام.