فيما تتعالي أصوات المطالبين بعدول الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن عن ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية، يبدو أن المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب يشعر بثقة بالفوز في الانتخابات المقبلة إذا ما استمر بايدن في السباق نحو البيت الأبيض.
يبدو أن حالة جو بايدن، بعد المناظرة البائسة أمام ترامب، ترعب الديمقراطيين، إذ بدأت تتعالى أصوات المشرعين من الحزب الديمقراطي وبشكل علني مطالبة بايدن بالعدول عن إعادة ترشحه لخوض السباق الرئاسي.
أصوات تنادي بايدن للعدول عن الترشيح
وقالت النائبة أنجي كريغ، وهي ديمقراطية من ولاية مينيسوتا، في بيان يوم السبت: “لا أعتقد أن الرئيس قادر على القيام بحملة فعالة والفوز ضد دونالد ترامب.. هذا ليس قرارا اتخذته باستخفاف، ولكن هناك ببساطة الكثير على المحك للمخاطرة برئاسة دونالد ترامب الثانية”.
وجاء البيان في الوقت الذي حاول فيه بايدن صد الانتقادات المتزايدة في ظهوره العلني، إذ تحدث يوم الجمعة في تجمع انتخابي نادر في ماديسون بولاية ويسكونسن، وأجرى مقابلة تلفزيونية مدتها 20 دقيقة تقريبًا قال فيها إنه سيبقى في السباق. وأضاف أيضًا حدثين لحملته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا إلى جدول أعماله يوم الأحد.
وردًا على بيان كريغ، أرسلت حملة بايدن قائمة طويلة من الديمقراطيين الذين قالوا علنًا إنهم سيقفون إلى جانب الرئيس، بن فيهم أعضاء الكونغرس في ولاية ميشيغان المتأرجحة الحاسمة.
مشاكل بايدن تتزايد
بعد الأداء الكارثي في المناظرة الأسبوع الماضي، أخذ المزيد من الديمقراطيين يتساءلون علنًا عما إذا كان يجب أن يظل الرئيس بايدن على رأس قائمة الحزب، لكن بايدن تعهد حتى الآن بالبقاء في السباق.
وينتظر العديد من الديمقراطيين المعنيين في مجلس النواب التوجيه من زعيم الأقلية حكيم جيفريز، الديمقراطي من نيويورك، الذي يعتزم إلى جانب كبار الديمقراطيين الاجتماع ويوم الأحد، لمناقشة مخاوفهم، وفقًا للمشرعين والمساعدين. ومن المتوقع عقد اجتماع كامل للتجمع يوم الثلاثاء.
والأسبوع المقبل، سيعود الكونغرس إلى واشنطن، حيث سيجمع الديمقراطيين في الكونغرس معًا في الكابيتول هيل للمرة الأولى منذ المناظرة الكارثية.
فقد بدأ السيناتور الديمقراطي مارك وارنر في التواصل مع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الآخرين لمناقشة مستقبل بايدن، وفقًا لشخص مطلع على الأمر.
ويشعر العديد من الديمقراطيين بالقلق من أنه إذا دعم بايدن، فقد يؤدي ذلك إلى هزيمة مجموعة من المرشحين الديمقراطيين لمجلسي النواب والشيوخ في نوفمبر، مما يمنح الجمهوريين اكتساحًا وسيطرة كاملة على البيت الأبيض والكونغرس.
ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو في أغسطس، حيث من المقرر أن يرشح بايدن رسميًا ليكون مرشح الحزب لمنصب الرئيس.
رغبة ترامب.. والثقة بالنفس
بالمقابل، وهو الأهم وسط التخبط الذي يعشه الديمقراطيون مع إصرار بايدن على الاستمرار في السباق نحو البيت الأبيض، دعا ترامب، الواثق من نفسه بعد المناظرة التي يعتقد أنه اكتسح منافسه فيها، بايدن إلى الاستمرار في ترشيح نفسه ضد رغبة الكثيرين من الحزب الديمقراطي.
فعبر منصته “تروث سوشيال”، قال الرئيس السابق دونالد ترامب “يجب على جو بايدن أن يتجاهل منتقديه الكثيرين ويمضي قدما في ترشحه”، ووصف ترامب حملة بايدن بانها “حملة الدمار الأميركي”.
وقال ترامب أيضا إن الرئيس (جو بايدن) كان يحاول “جعل الصين عظيمة مرة أخرى”، وهو عكس الشعار الذي أطلقه في حملته الانتخابية السابقة عندما فاز برئاسة أميركا وينص على “جعل أميركا عظيمة مرة أخرى”.
فهل هي ثقة زائدة بالنفس ويعتقد أنه سيفوز على بايدن إن ظل بالسباق الانتخابي؟ أم خشية من ظهور منافس ديمقراطي آخر غير بايدن قد يقضي على آماله بالوصول مرة أخرى إلى سدة الحكم في البيت الأبيض؟