أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والسلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان، جلسة مباحثات في قصر الاتحادية بالقاهرة، أمس الأحد، تناولت العلاقات الثنائية والأوضاع العربية الراهنة. ووصل سلطان عُمان إلى القاهرة، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ توليه السلطة، لبحث دفع سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادي.
وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن المباحثات شهدت تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، في إطار التنسيق والتشاور الدائمين بين الدولتين، وسعيهما لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين، لاسيما في ظل التهديدات الكبيرة التي تواجه المنطقة والعديد من الدول العربية، حيث تطابقت رؤى الجانبين حول ضرورة تكثيف الجهود لتسوية الأزمات القائمة، على النحو الذي يحمي المصالح العليا للشعوب العربية، ويصون مقدراتها ومكتسباتها. وأضاف المتحدث أن السيسي أشاد بالعلاقات الودية التاريخية التي تربط بين مصر وسلطنة عمان، والتي تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والتكاتف، والوقوف صفاً واحداً ضد الأزمات والتحديات، مع تأكيد حرص مصر على الارتقاء بتلك العلاقات المتميزة، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها. وأشاد السلطان هيثم بن طارق، بتميز العلاقات المصرية العمانية، وأواصر المودة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين عبر التاريخ، مؤكداً حرص عُمان على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما في كل المجالات، خلال الفترة المقبلة، ومواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا، الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ضوء ما تمثله مصر من عمق استراتيجي وثقافي للأمة العربية، وعنصراً أساسياً في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وأعرب الزعيمان عن الارتياح للزيادة المستمرة في معدلات النمو التجاري، مع تأكيد مواصلة تعزيز الجهود الجارية في هذا الشأن بين الجهات المعنية في البلدين.
من جهته، أكد السفير العماني لدى مصر عبد الله بن ناصر الرحبي، أن الزيارة الرسمية للسلطان هيثم بن طارق إلى مصر ولقاءه الرئيس السيسي، تفتح فصلاً جديداً، وتمثل انطلاقة لمواصلة علاقات التعاون وتطويرها بما يعود بالمنافع المشتركة. وقال الرحبي، في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة، أمس الأول السبت، بمناسبة الزيارة الرسمية، إن وفداً رسمياً رفيع المستوى يرافق السلطان هيثم في زيارته، لا سيما الجانب الاقتصادي، حيث إن البلدين يسعيان إلى الدفع بالمجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري إلى آفاق أرحب، وزيادة حجم التبادل التجاري. ولفت السفير إلى أنه سينظم خلال الزيارة منتدى الأعمال العماني المصري الذي سيعرض المقومات الاستثمارية المتاحة في سلطنة عمان، إضافة إلى التشريعات والنظم والبنى الجاذبة للاستثمار ومجالات الاستثمار، من بينها مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. وكشف الرحبي أن البلدين سيوقعان على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، منها الداعمة للجوانب الاقتصادية المضافة إلى المذكرات القائمة.