
تصاعدت حدة التوتر على جانبي الحدود الجنوبية للبنان، واستمرت عمليات القصف المتبادل، أمس الاثنين، وسط ترقب لضربة إسرائيلية محتمَلة ضد لبنان في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، خلال الساعات الماضية، إذ توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجدداً من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس بردّ قاسٍ على «حزب الله»، بينما رفض أهالي الضحايا استقباله، وطالبوه بمغادرة بلدتهم. وبالتزامن، تكثفت الجهود والضغوط الدولية في مختلف الاتجاهات لمنع التصعيد واندلاع حرب شاملة، وأعلن البيت الأبيض أنه «واثق» من إمكانية تجنب حرب أوسع بين إسرائيل، و«حزب الله».
وقال نتنياهو خلال زيارته لموقع سقوط الصاروخ، إن إسرائيل ستردّ بقوة على الهجوم. وذكر مكتب نتنياهو في بيان بعد الزيارة أن «إسرائيل لن، ولا يمكن أن تسمح بمرور هذا الأمر. سيأتي ردّنا، وسيكون قاسياً». وكان ممثلو بعض عائلات الضحايا في مجدل شمس قد رفضوا الاجتماع برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي حاول تنسيق لقاء مع بعض العائلات، بحسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس». وقالت الصحيفة إن «رئاسة الحكومة حاولت تنسيق لقاء بين نتنياهو وبعض ممثلي عائلات الضحايا في مجدل شمس، الأمر الذي قوبل بالرفض». وبحسب الصحيفة، فإن «كبار المسؤولين في مكتب نتنياهو اتصلوا ببعض أقارب القتلى في محاولة لترتيب لقاء، لكن قيل لهم إنهم يفضلون عدم الاجتماع مع رئيس الحكومة». وفي وقت سابق، عارض أهالي من مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، مشاركة أعضاء كنيست ووزراء في حكومة نتنياهو، في مراسم تشييع الضحايا، وطالبوهم بالرحيل، كما رفضوا السماح لهم بإلقاء خطابات.
وفي السياق، نقلت «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله: نريد إيذاء «حزب الله» لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الرد على «حزب الله» سيكون «محدوداً لكنه ذو مغزى». وكرر وزير الدفاع، يوآف غالانت، تهديده بأن «حزب الله» سيدفع ثمناً، و«سنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال»، وفق ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، فيما اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف «حزب الله»، «ونصرّ على إبعاده عن الحدود، وهذا هو الهدف الأكبر».