
توالت ردود الأفعال الرسمية والدولية عقب إعلان وفاة البابا فرنسيس صباح اليوم الإثنين، عن عمر يناهز 88 عامًا، حيث نعى عدد كبير من قادة وزعماء العالم هذه الشخصية الدينية البارزة، مشيدين بإرثه الروحي والإنساني، وبدوره الكبير في ترسيخ قيم الحوار والتسامح والعدالة الاجتماعية.
السيسي: مناصر للسلام وداعم لفلسطين
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بيان رسمي: «ينعى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ببالغ الحزن والأسى، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي غادر عالمنا تاركاً إرثاً إنسانياً عظيماً سيظل محفوراً في وجدان الإنسانية».
وأضاف: «لقد كان قداسة البابا فرنسيس شخصية عالمية استثنائية، كرّس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان، وبناء جسور الحوار بين الشعوب. كما كان مناصراً للقضية الفلسطينية، مدافعاً عن الحقوق المشروعة، وداعياً إلى إنهاء الصراعات وتحقيق سلام عادل ودائم».
وختم الرئيس المصري: «إن فقدان قداسة البابا فرنسيس يمثل خسارة جسيمة للعالم أجمع، إذ كان صوتاً للسلام والمحبة والرحمة، ومثالاً يحتذى به في الإخلاص للقيم النبيلة. وأتقدم بخالص التعازي إلى دولة الفاتيكان وأتباع قداسة البابا ومحبيه، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته».
ماكرون: رجل الفقراء
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في بيان رسمي: «من بوينس آيرس إلى روما، أراد البابا فرنسيس أن تكون الكنيسة ملجأً للفرح والأمل، خاصة للفقراء والمهمشين». وأضاف: «بإنسانيته وتواضعه، أصبح صوتًا عالميًا للعدالة الاجتماعية». وأشاد ماكرون بما وصفه «الشجاعة الأخلاقية» التي أبداها البابا في إصلاح المؤسسة الكنسية ومواجهة الأزمات.
فون دير لاين: إرث إنساني خالد
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعربت عن تقديرها العميق لمسيرة البابا، قائلة: «لقد ألهم الملايين بتواضعه، وإصراره على الدفاع عن الضعفاء. إرثه الروحي سيبقى مرشدًا لنا نحو عالم أكثر عدالة ورحمة».
ميرتس: قائد للضعفاء
المستشار الألماني فريدريش ميرتس عبّر عن حزنه الشديد، معتبرًا البابا فرنسيس «قائدًا روحانيًا حقيقيًا، عاش من أجل أضعف أفراد المجتمع، وتحدث نيابة عن من لا صوت لهم». وأضاف: «سيبقى في ذاكرة الإنسانية رجلًا من نور».
كيلر-سوتر: رسول السلام
رئيسة سويسرا كارين كيلر-سوتر قالت إن البابا كان «قائدًا روحيًا عظيمًا ومدافعًا لا يكل عن السلام»، مشيرة إلى أن دفء شخصيته عبر الحدود العقائدية، وجعل منه رمزًا إنسانيًا عالميًا.
لوكسون: رجل التواضع
رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون وصف البابا بـ«رجل التواضع والأمل»، مشيرًا إلى التزامه الدائم بالدعوة للحوار بين الأديان ومناهضة الفقر، مؤكدًا أن «قيادته كانت هادئة لكنها عميقة التأثير».
دودا: رسول الرحمة
الرئيس البولندي أندريه دودا نعى البابا فرنسيس بوصفه «رسول الرحمة» الذي لم ينسَ جذوره اللاتينية، وكان قريبًا من الشعوب المضطهدة، مشيدًا بمواقفه الشجاعة في وجه الحروب وعدم المساواة.
فانس: آخر لقاء مؤثر
أما نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، فقد تحدث بتأثر عن لقائه الأخير بالبابا قبل وفاته بيوم واحد، وقال: «كان اللقاء مليئًا بالهدوء والصلاة. عظته أثناء جائحة كورونا لا تزال محفورة في قلبي: كانت جميلة ومفعمة بالأمل».
زعماء آخرون ينعونه
نعاه أيضًا قادة من سويسرا ونيوزيلندا وبولندا وهولندا، مؤكدين على إنسانيته ودعمه للقضايا العالمية، وخاصة اللاجئين والمظلومين. كما أشار نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلى لقائه الأخير بالبابا قبيل وفاته، واصفًا إياه بـ«اللقاء المؤثر الذي سيظل محفورًا في قلبه».
توفي البابا فرنسيس في مقر إقامته بالفاتيكان، بعد معاناة صحية في الأشهر الأخيرة، شملت التهابًا رئويًا مزمنًا. وكان أول بابا من أمريكا اللاتينية، وأول يسوعي يتولى السدة البابوية، منذ انتخابه عام 2013.
امتدت حبريته لأكثر من 12 عامًا، اتسمت بالتواضع، والانفتاح، والدفاع عن قضايا المناخ، والفقراء، والسلام العالمي.