على الرغم من التهديدات العديدة التي يتقدم بها باستمرار المسؤولون الأوكرانيون أصبح اليوم من الواضح تماما أن إصابة جسر القرم من الجو والبحر هو أمر مستحيل تقريبا.
وذلك يسبب جدار متين أنشأته الدفاعات الجوية الروسية ووسائل الحرب الإلكترونية الروسية.
وقد اعترف قائد قوات الناتو في أوروبا اللواء بن هوجس أن وحدات الحرب الإلكترونية في تلك المنطقة تمتلك إمكانات هائلة.
وقد نشرت عام 2017 في منطقة جسر القرم منظومة الحرب الإلكترونية “مورمانسك – بي إن”، ومنذ ذلك الحين تقوّى وسائل الحرب الإلكترونية هناك من شهر إلى آخر.
وأوضح المحلل العسكري الروسي، أليكسي ليونكوف أن منظومات الحرب الإلكترونية تبدو لأول وهلة كهوائيات تلفزيونية تموّهها قبة خاصة، وبالقرب منها وحدات خاصة من مشاة البحرية وضفادع بشرية تحمي الجسر، وكذلك رادارات ورادارات مائية ومستشعرات خاصة. أما وحدات الدفاع الجوي التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية فتولت حماية الجسر من الغارات الجوية.
ويفترض بعض الخبراء أنه يمكن ضرب الجسر بواسطة راجمات الصواريخ HIMARS الأمريكية الصنع. لكن صواريخها عاجزة عن إلحاق أضرار بأعمدة الجسر. ومن أجل أن تحقق ذلك يجب عليها اجتياز الدفاعات الجوية المتعددة الأنساق. وحتى لو افترضنا أن صواريخ العدو اجتازتها فهناك إجراءات ووسائل خاصة ستقوم بإيقافها حيث ستواجه الصواريخ المعادية فخوخا خاصة نشرتها القوات الروسية.
وقد أظهرت شبكة الإنترنت مؤخرا مقاطع فيديو فيها بوارج مزوّدة بأجهزة عاكسة مختلفة الأشكال نُشرت بالقرب من جسر القرم.
واتضح فيما بعد أن النسق الأخير للدفاع عن جسر القرم عبارة عن أجهزة تعكس موجات لاسلكية واردة من الصواريخ من مشروع ” 436 بيس”، تم نشرها على متن بضع بوارج بإزاحة 142 طنا وطول 70 مترا.
وتم تزويد كل بارجة بصواري تركّب على قممها أجهزة عاكسة خاصة ذات أشكال مختلفة تصنع من المعدن أو من مادة أخرى قادرة على عكس الموجات اللاسلكية، وتم بينها مد شبكة خاصة. وقد تكون على شكل مكعب مثلا أو أي هيكل هندسي آخر. وتكمن وظيفتها في عكس الموجات اللاسلكية.
ويقول الخبراء إن الأجهزة العاكسة الكبيرة الحجم عادة ما تكون لديها 4 أو 8 زوايا.
وتتأثر الرأس القتالية للصاروخ بإشارة تعكسها الأجهزة العاكسة وتصوّرها كأنها هدف حقيقي. بينما في الواقع تشكل تلك الإشارات شبكة من الأهداف الكاذبة.
وتنشر هذه الأجهزة العاكسة في منطقة جزيرة توزلا، بصفتها جزيرة رملية تقع بين شبه جزيرة كرتش غربا وشبه جزيرة تامان شرقا، وذلك بفاصل 50 مترا – 100 متر متوازٍ وجسرَ القرم.
وحسب الخبراء فإن البوارج المزودة بالأجهزة العاكسة تزيد أضعافا قوة الدفاعات الجوية لجسر القرم وتسمح لها بمكافحة أهداف معقّدة مثل صواريخ “غاربون” و”تبتون” البحرية البريطانية الصنع وكذلك صواريخ AGM-88 HARM الجوية المضادة للرادار.