قال تقرير إيطالي إن مصر على أعتاب أن تصبح مركزًا لتصدير الغاز الطبيعي والكهرباء لثلاث قارات وهي أوروبا وأفريقيا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها، مشيرة إلى أن القاهرة ستنقل الكهرباء إلى دول الخليج والأردن وباقي الدول العربية في آسيا ووقَّعت بالفعل اتفاقا مع اليونان لنقل الكهرباء، كما وقَّعت اتفاقا مماثلا مع ليبيا والسودان، وبعدها سوف يصل التيار الكهربائي إلى دول جنوب الصحراء مثل تشاد وغيرها من بلدان مظلمة.
وأشار التقرير الصادر عن المعهد الإيطالي الدولي للدارسات السياسية إلى أن برنامج مصر لتحديث صادراتها من الطاقة سواء الغاز أو الكهرباء سوف يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى القرن الأفريقي لتصبح القاهرة مركزًا إقليميًا للطاقة وهو ما يمثل تحولًا مذهلاً بعد عام 2014.
خطوط الربط
في عام 2019، وقَّعت مصر اتفاقية لإنشاء ربط كهربائي بقدرة 2 جيجاوات مع قبرص واليونان، من المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من تطوير خط الربط الكهربائي الأوروبي الأفريقي الذي يربط مصر بقبرص وجزيرة كريت في اليونان بحلول ديسمبر 2023 بسعة 1 جيجاوات.
تعمل مصر والمملكة العربية السعودية على بناء ربط كهربائي بقدرة 3 جيجاوات، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أول 1.5 جيجاوات من المشروع الذي تبلغ قيمته 1.6 مليار دولار في عام 2023.
تم تشغيل شبكة الربط بين مصر والسودان في أبريل 2020، وستصل إلى 300 ميجاوات عند اكتمالها، من خلال ليبيا والسودان، يمكن لمصر نظريًا تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة مثل تشاد، ولدى مصر بالفعل ربط كهرباء مع ليبيا والأردن التي ستمد خطوط الربط حتى العراق ولبنان.
في ديسمبر 2019، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر مستعدة لتصدير 20 في المائة من فائض الكهرباء إلى الدول الأفريقية.
يشير التقرير الى أن مصر في عام 2019، وبفضل احتياطاتها الكبيرة من الغاز الطبيعي البحري، حققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وأصبحت مُصدِّرًا صافيًا للطاقة، بل وشرعت في عمل تطوير لموارد الطاقة المتجددة في مصر وهو ما خلق فائضا في الكهرباء قابلا للتسويق لدول العالم.
يرصد التقرير أن القاهرة شرعت في تطوير وصلات الكهرباء للقارة أوروبا وآسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، مضيفاً أن هذا البلد في وضع جيد على المدى الطويل للعب دور بارز في هندسة الطاقة الناشئة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
مشاريع مصر
وأشار التقرير إلى استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة في مصر لعام 2035 وهو زيادة إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة إلى 20% من إجمالي إنتاج مصر من الطاقة بحلول عام 2022 و42% بحلول عام 2035.
في أسوان تبني الدولة المصرية مجمع بنبان للطاقة الشمسية الضخم بقدرة 1.8 جيجاوات والذي يوصف بأنه أكبر مجمع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم، بقيمة 4 مليارات دولار لبناء 40 محطة شمسية ساهمت في تطويرها أكثر من 30 شركة أجنبية من 12 دولة بجانب مصر.
وتشهد مصر طفرة في تطوير طاقة الرياح إذ نجحت القاهرة في 2019 في تشغيل أكبر محطة وهي مجمع رأس غارب بقدرة 262.5 ميجاوات بالقرب من خليج السويس، ومن المتوقع أن تزود 500 ألف منزل بالطاقة عند التشغيل الكامل.
بحلول عام 2035، يمكن أن تصل قدرة مصر الفائضة من الكهرباء إلى ما يقدر بـ 74.4 جيجاوات لذلك تعمل على تطوير الربط الكهربائي مع أوروبا وآسيا وأفريقيا جنوب الصحراء سيمكن مصر من تسويق كمية كبيرة من فائض الطاقة وتصديرها، ما يحوِّل مصر إلى مركز تجاري للكهرباء خاصة بعد تشغيل محطة الضبعة النووية التي سحقق طفرة مذهلة.