انتهت جولة المحادثات حول وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مساء أمس الجمعة، في العاصمة القطرية الدوحة بأجواء متفائلة نسبياً، وأعلن الوسطاء عن تقديم مقترح جديد، وعن اجتماع وشيك في القاهرة لبحث الهدنة، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إنجاز الصفقة بات «أقرب من أي وقت مضى».
وأصدرت كل من قطر ومصر والولايات المتحدة بياناً مشتركاً، أمس الجمعة، قالت فيه إن المحادثات كانت بناءة وجادة وجرت في أجواء إيجابية وقدمت فيها الولايات المتحدة بدعم من قطر ومصر اقتراحاً يقلص الفجوات بين الطرفين (إسرائيل و«حماس»). وأوضح البيان أنه «على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. كانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية».
وأضاف البيان: «في وقت سابق أمس في الدوحة، قدمت الولايات المتحدة بدعم من قطر ومصر لكلا الطرفين اقتراحاً يقلص الفجوات بين الطرفين ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024 وقرار مجلس الأمن رقم 2735»، و«يبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق»، بحسب البيان الذي أضاف أيضاً أنه «ستواصل الفرق الفنية العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، إضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين».
وأردف: «سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين التوصل إلى اتفاق وفقاً للشروط المطروحة». وأكد البيان أن الطريق بات ممهداً لتحقيق نتيجة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين وتقديم الإغاثة لأهل غزة مع تهدئة التوترات الإقليمية.
وبعد ساعات من اختتام مفاوضات الدوحة؛ تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي جو بايدن بحثا فيه جهود الوساطة لإنهاء الحرب على غزة، إلى جانب مناقشة آخر تطورات الأوضاع في القطاع والتطورات الإقليمية والدولية.
وقبل ذلك، قال بايدن «نحن أقرب من أي وقت مضى» من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة «لكننا لم نتوصل إليه بعد». وأضاف، للصحفيين في البيت الأبيض، «لا أريد أن أجلب حظاً سيئاً لأي شيء… ربما يكون لدينا شيء ما. لكننا لم نصل إلى ذلك بعد». ومضى قائلاً «إنه أقرب بكثير مما كان قبل ثلاثة أيام. لذا، دعونا نحتفظ بالأمل».
وقال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن مفاوضات الدوحة خطوة إيجابية لكن هناك الكثير من العمل يجب القيام به. وأضاف نعتقد أننا قادرون على تحقيق اتفاق لكن ذلك سيتطلب بعض التنازلات الإضافية، مشدداً على أن التوصل إلى اتفاق سيتطلب من الجانبين الاستعداد للعمل معاً وتوضيح التفاصيل النهائية المهمة للغاية.
وفي تل أبيب، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه «يقدر جهود الولايات المتحدة والوسطاء في إقناع«حماس» بالتخلي عن رفضها صفقة إطلاق سراح الرهائن»، حسب تعبيره، فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أمني إسرائيلي أن إسرائيل تسلمت المقترح الأمريكي وهو غير مقبول تماماً بالنسبة لنتنياهو. وأكد هذا المسؤول أن الجميع لديه مصلحة في بث شعور بأن الأمور تسير على ما يرام، في حين علقت حركة «حماس» على الاتفاق المقترح، وقال مسؤول بالحركة «نرفض الشروط الجديدة التي وضعتها إسرائيل في الاتفاق المقترح بالدوحة» وفق ما قال مسؤولان فيها لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الجمعة، إن الوزير أنتوني بلينكن سيتوجه إلى إسرائيل اليوم السبت لمواصلة الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة. وذكر موقع «أكسيوس» أن زيارة بلينكن للمنطقة تهدف إلى مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بغزة، مشيرا إلى أن بلينكن سيجتمع مع نتنياهو بعد غد الاثنين القادم، وربما يزور القاهرة والدوحة.
وفي بيروت، اعتبر وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، أمس، أن من شأن التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار في غزة أن يشكل «المفتاح» لتجنيب المنطقة خطر الانزلاق الى «حرب شاملة». وقال عبدالعاطي بعد لقائه نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب «تبذل مصر بالتعاون مع شقيقتها قطر وبالتعاون مع الولايات المتحدة خالص الجهد في إطار سرعة التوصل الى صفقة تفضي الى وقف فوري لإطلاق النار ووقف أعمال القتل للمدنيين وتبادل الأسرى والرهائن».
وأضاف «هذا هو المفتاح لبداية الحل في هذه المنطقة وبداية خفض التصعيد وبداية منع انزلاق المنطقة الى أتون حرب شاملة لا يعلم إلا الله مداها وما ستسفر عنه من قتل وتخريب ودمار».