توفي فتح الله غولن عن عمر يناهز 83 عاما بمقر إقامته في أمريكا، بعد أن حرك كثيرا من “العواصف”، وتحرك سلة اتهامات ضده بتركيا.
ووفق صحيفة “ديلي صباح” التركية، توفي زعيم جماعة غولن، فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، عن عمر يناهز 83 عامًا في ولاية بنسلفانيا.
وتتهم السلطات التركية فتح الله غولن بأنه مسؤول عن محاولة الانقلاب الدامية التي وقعت في 15 يوليو/تموز في تركيا، لكن نجحت السلطات في إحباطها بعد ليلة دراماتيكية.
لكن غولن رفض مرارا هذه الاتهامات وقال إنه لا علاقة له بالانقلاب.
وولد فتح الله غولن في تركيا عام 1941، وعمل إماما في شبابه في جامع (أُوجْ شرفلي) بمدينة أدرنة التي مكث فيها سنتين ونصف السنة، ثم بدأ عمله الدعوي في أزمير بجامع “كستانه بازاري” وفي مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للجامع.
يعتبر غولن من أتباع التصوف، ويصنف صوفيا في أفكاره ودعوته، وقد تأثر في توجهاته المعلنة ببديع الزمان سعيد النورسي، صاحب “رسائل النور” الذي لم يلتقه.
وبعد نشاط واسع في تأسيس حركة خدمة، انتقل غولن عام 1999 للعيش في الولايات المتحدة، حيث أقام في منطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.
وعاش غولن في منفاه الاختياري بعيدا عن الأضواء، ونادرا ما أدلى بتصريحات أو مقابلات لوسائل الإعلام، بالرغم من أن حركته استقطبت قطاعات كثيرة من المجتمع التركي، وفي الخارج، كما أدارت استثمارات بمليارات الدولارات، وفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
حكايته مع أردوغان
كان غولن حليفا مقربا من الرئيس رجب طيب أردوغان في السابق، ودعه في سنوات حكمه الأولى بعد 2003، لكن الرجلين اختلفا منذ بدأ أردوغان يستشعر الخطر من حركة غولن التي اتهمها بأنها تسعى لتأسيس كيان مواز للدولة التركية داخل البلاد.
ويقول معارضو غولن إن رجل الدين الذي أقام أكثر من عقدين في الولايات المتحدة، طالب باختراق المجتمع التركي ومؤسساته، ويشيرون إلى شريط فيديو طلب فيه ذلك من أنصاره عام 1999
أسس غولن حركة “خدمة” قبل نحو 50 عاما، وما لبثت أن حققت انتشارا من خلال دعم وسائل الإعلام والصحافة وبناء المدارس في دول إفريقية وآسيوية، كما عززت من وجودها داخل المجتمع التركي، خاصة في الإدارة، قبل أن تنفذ السلطات حملة لإبعاد أنصارها عن الجهاز الإداري.
ولا تصرح حركة “خدمة” بأي هيكل إداري يحكمها ولا تسمي أي تسلسل هرمي لمسؤوليها، لكنها تقول إنها ملتزمة بـ”الإصلاح الديمقراطي والحوار بين الأديان”.
اتهامات الانقلاب
وتتهم السلطات التركية، أعضاء منظمة فتح الله غولن بالتسلل، إلى قطاعات من القوات المسلحة التركية، وتنفيذ محاولة انقلاب في 15 يوليو/تموز 2016، أدت إلى مقتل 251 شخصاً وجرح زهاء ألفَي شخص، بعد أن اجتاح دبابات وجنود مدججين بالأسلحة، الشوارع.
المحاولة فشلت بعد خروج أعداد ضخمة من الشعب التركي للشوارع للوقوف في وجه الانقلاب، وفق التقارير التركية.