أوضح المصور السوري سامي العلبي، خلال تقديمه لجلسه ملهمة بعنوان “رحلة عبر المكان والزمان”، عُقدت ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” الذي يختتم فعالياته اليوم السبت في إكسبو الشارقة، أن “التصوير الفلكي والليلي يتطلب توفير مجموعة من المعدات الخاصة والمتطورة، الأمر الذي يجعله من أكثر أنواع التصوير صعوبة”، وبين إنه يتوجب على المصوّر دائماً البحث عن المكان والتوقيت المناسبين ليتمكن من الحصول على الصورة التي يطمح إليها.
وقال العلبي الذي قدم خلال جلسته مجموعة من النصائح وكشف عن العديد من أسرار التصوير: “أقيم في الإمارات منذ أكثر من عقدين، جبت خلال هذه الفترة معظم صحاري ومناطق الإمارات، واستطعت التقاط مشاهد مختلفة للنجوم والسماء في أوقات متعددة، اكتشفت معها إنه كلما توغلت أكثر في الصحراء والمناطق الجبلية بالإمارات، كلما زادت فرصة اكتشاف مناظر جديدة وساحرة”. مستعرضاً في الوقت نفسه زياراته المتعددة إلى وادي شوكة ومنطقة مليحة بالشارقة وغيرها من المناطق التابعة للدولة.
وقال العلبي الذي تخصص في تصوير درب التبانة والنجوم والكواكب ومساراتها في السماء: “في كل مرة كنت أذهب فيها إلى المناطق الصحراوية والجبلية في الإمارات، كنت أعيد اكتشاف ذاتي، وأشعر بأنني أعيش في موطني الحقيقي”، مضيفاً أن “الإمارات تمتاز بأرض فريدة من نوعها، كما تمتاز بتنوع تضاريسها”.
وفي إطار حديثه عن مهارات التصوير، أكد العلبي أنه يتوجب على المصوّر دائماً ومن أجل الحصول على الصورة التي يطمح إليها، أن يبحث عن المكان والتوقيت المناسبين. وقال: “على مدار سنوات، استطعت تطوير مهاراتي، حيث وجدت عبر الإنترنت مورداً حافلاً بالمعرفة، يمكن للمصور من خلال بعض المواقع اكتشاف ما يقوم به زملاء المهنة، ومن خلال ذلك التعرف على ما تريد”.
وتابع: “عندما بدأت بالانتقال من المجال الواسع في التصوير، نحو التخصص، بدأت باكتشاف وتعلم أسرار جديدة في التصوير، وكلما تعمقت أكثر زادت معرفتي في هذا العالم، وهو ما مكنني من التقاط مجموعة من الصور المميزة لدرب التبانة”، مشيراً إلى أن “التصوير الفلكي والليلي يعد من أكثر أنواع التصوير تحدياً.
وأضاف: “هذا النوع يتطلب الحصول على معدات خاصة ومتطورة، وكاميرات احترافية وسريعة، وأجهزة تحكم بغالق الكاميرا والمدد الزمنية وسرعة الغالق، كما يتطلب أيضاً امتلاك أجهزة خاصة لتتبع النجوم والكواكب ومعرفة في قراءة الخرائط التي تبين مواقع النجوم”.
وأكد العلبي أنه على المصور أن يحاول دائماً الاستفادة من موقعه، وأن يقوم خلال التقاطه المشهد بتجربة زوايا مختلفة، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه أن يساعده على التقاط الصورة الأفضل والأجمل، والمتكاملة في عناصرها، إلى جانب أن ذلك يمنحه الفرصة لاختبار زوايا مختلفة.
وأشار إلى أنه يجب على المصور عدم الاكتفاء بمكان واحد فقط، لالتقاط حركة النجوم، وإنما عليه زيارة مناطق مختلفة. وقال: “لكل مكان زاوية معينة، وبالتالي يمكن للمصوّر الحصول على مشهد مختلف للنجوم والكواكب”، منوهاً إلى أن ذلك ينطبق أيضاً على المشاهد الطبيعية، فالجمال موجود حولنا جميعاً ولكن علينا فقط اكتشافه، وتوثيقه بلغة الصورة التي نفهمها جميعاً”.