
حوار :راندا جرجس
الفنان المصري القدير عبد الرحمن أبو زهرة قدّم العديد من الأعمال الفنية التي خلّدتها شاشة التلفزيون والسينما المصرية والمسرح، ولكن تبقى الأعمال الموجهة للأطفال هي المفضلة لديه على مدار نصف قرن في الفن، ومن أبرزها عالم الطفل، مسلسل أجمل الزهور، البرنامج الإذاعي صندوق الدنيا، كما شارك بصوته في العديد من الشخصيات الكارتونية، ومازال عطاءه مستمراً مع برنامج “كان ياما كان”.
استهل الفنان حديثة ببيت شعر من قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي مع بعض التعديل” قم للمثل ووفه تبجيلا… كاد الممثل أن يكون رسولاً” وهنا يمكن بيت القصيد حيث أن الممثل يحمل رسالة كما المعلم، كما انه يكاد يكون لدية قدرة أكبر على إيصال القيم والتعاليم الصحيحة من خلال الأعمال الفنية، وبما اننا نتحدث اليوم عن الطفل ونشأته واثرة في المجتمع في هذا العصر المختلف في كل شيء، ومازلنا نردد عبارة “الطفل رجل الغد القريب”، فنحن ملزمون بالاهتمام به، وإلقاء نظرة عميقة على البرامج التي نقدمها له، وأن نصب كامل الدعم والاهتمام بهؤلاء الصغار الذين هم ثروة المجتمع وقادة المستقبل، من خلال اكتشاف المواهب لمساعدتهم على تحديد وجهة الإبداع لديهم، وكذلك تقديم اعمال فنية توعوية وهادفة بمشاركة الفنانين المحببين والذين لديهم رصيد عندهم، حيث أن فخر الفنان عندما يصل لقلب وعقل الطفل.
وتابع أبو زهرة: “طفل اليوم يحتاج إلى تقديم القيم والعادات الصحيحة في إطار وأسلوب عصرى متطور، حيث أن ارشادات النصح القديمة أو ما يطلق عليه “التربية التسلطية” أصبحت لا تواكب شخصيات هذا الجيل الذي يعتمد على المناقشة والعناد في كل شيء، فنحن أمام جيل إلكتروني، وهنا يأتي دور المؤلفين والنقاد في تربية الأطفال بطريقة حديثة وعالمية، لنصنع جيلاً مرتبط مع الثقافة والفن، من خلال تقديم الاعمال التي تحتوي على ما يناسبهم ويجذبهم ويبنيهم، ولا ننكر ان هناك العديد من الاعمال لا ترقى لتكون قادرة على صقل خيال ومعارف وخبرات الأجيال الجديدة، ولذلك نحتاج إلى تكاتف ودعم المؤسسات الرسمية مع المثقفين والمبدعين والفنانين، لعودة الأنشطة المدرسية المسرح والموسيقى والخطابة والرياضة بأنواعها، وهى التي كانت اهم الطرق في اكتشاف المواهب التي نراها اليوم في القمة”.
وعن دور الممثل في التربية قال: “على الرغم من أنى أردد دائماً للأطفال عبارة، “أنا قادماً إيكم من القرن العشرين” إلا أني حرصت في جميع أعمالي التي قدمتها بمخاطبة الطفل كما هو في مجتمعه وثقافته ووعيه، وهذا ما يجب على كتاب أدب الطفل أن ينتبهوا له في أن يخاطبوا الجيل الجديد بمجتمعه بموازنة منطقية بين القيم الأساسية وبين ما يحيط به من خيارات تكنولوجية متطورة مثل التي يغرق بها في وقتنا الراهن، كما يجب أن يكون هناك مؤسسات تُعنى بالبحث عن المواهب الفنية والنهوض بها واكتشافها ليكون لها دور في تقديم أعمال فنية ثرية في المستقبل، كما يجب أن ننتبه إلى أن الإعلام يملك دوراً كبيراً في تربية الأجيال والممثل يمتلك قدرة كبيرة على إيصال الرسالة والمعلومة والفكرة والقيم للأطفال.
وأختتم الفنان حديثة بتحية ود وامتنان واعتزاز وتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، محب الفن والفنون، راعى الثقافة، وخير الحكام العرب، كما أشاد بمهرجان الشارقة القرائي للطفل، ويرى أنه خطوة البداية التي يعقبها الإبداع في تأليف الكتب والدراسات والدراما والمسرحيات للصغار.