أكد كتّاب ومتخصصون في أدب الطفل أن الكاتب والرسام لديه مسؤولية إثارة الاهتمام والدهشة في نفوس القرّاء الصغار من خلال ما يقدمونه من مضامين تجعلهم قادرين على طرح المزيد من الأسئلة والبحث عن إجابات لخيالهم الذي لا حدّ له، موضحين أن التأليف أو الرسم للطفل يتطلب مهارات كبيرة لجذب القرّاء الصغار للكتاب وجعله رفيقاً لهم.
جاء ذلك خلال جلسة ثقافية بعنوان “كتب واقعية للأطفال”، عقدت ضمن فعاليات الدورة الـ12 من “مهرجان الشارقة القرائي للطفل”، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، واستضافت الكاتب والرسّام الأمريكي مات لاموث، والدكتورة العُمانية وفاء الشامسي، أكدا فيها أن التأليف للطفل هو دخول لعالمه وليس استدراج له لعالم الكاتب أو الرسام.
واستهلّ لاموث حديثه في الجلسة التي استضافها ملتقى الثقافة وأدارتها ليلى محمد، بالقول: “يتصور الكثير أن الكاتب أو الرسام يعيش في غرفة مغلقة منعزلة عن العالم، وهذا خاطئ، المبدع يستمّد أفكار أعماله من محيطه، لهذا فهو ابن بيئته ومن الصعب أن يكتب لقرّائه مضامين مبهمة وغير مفهومة”.
وبما يتعلق بإثارة الدهشة لدى الأطفال قال: “أحاول رسم الشخصيات التي تثير خيال الأطفال، فهم يبحثون دوماً عن إجابات لأسئلتهم، لهذا أحرص على وضع الكثير من التفاصيل والحبكات البصرية لأجذب انتباههم مع ترك مساحة مبهمة كي يجدوا لها حلولاً بخيالهم، ويمكن القول بأنهم بإجاباتهم هذه يفتحون أمامي آفاق جديدة كلّ يوم لتقديم أعمال جديدة”.
بدورها قالت الدكتور وفاء الشامسي: “أبنائي منبع الأفكار التي أضمنها لكتاباتي، وعملي في المجال التربوي أتاح لي الفرصة للتعرف على أنماط تفكير مختلفة لدى الأطفال واليافعين، ما جعلني أقدم أعمالاً مختلفة تستهدف فكر ووعي الأجيال الجديدة، وأن أحرص على إغناء فكر قارئي الصغير بكل ما هو موضوعي وجديد”.
وتابعت: “كلما كانت أفكار الكاتب متماهية مع فكر وميول الطفل فإنها ستثير خياله وسيستمتع بها، فالطفل بحاجة لأن يُسأل ويسَأل، أن يأخذه الكتاب صوب رحلة خفيّة مدهشة، لا أن يبقيه في حيّز الجمود، في الوقت ذاته يجب ربط هذا الطفل مع مقدرات ثقافته وخصوصية محيطه لا أن نفصله عنها، ويجب ترك مساحة أيضاً للرسّام كي يكمل ما يحتاجه النصّ”.
ولفتت الشامسي إلى أن الرسام يواجه تحدّيات أكبر من الكاتب في مجال تأليف أدب الطفل، قائلة: “الكاتب الجيد يعرف ماذا يريد الطفل أن يقرأ فيطرح له أفكاراً تستهوي خياله وقدراته الفكرية والمعرفية، وهنا يجب على الرسّام أن تكون ألوانه ورسوماته جاذبة وذات مضامين قوية ليستوعبها الطفل، ويشبعها بالطرفة والمعلومات فالطفل يقفز من صفحة إلى أخرى بحثاً عما لا يراه الكبار ويراه هو وحده، لذا علينا أن نؤمن بأن الكتابة للطفل هي دخول لعالمه لا أن يدخل هو لعالمنا ككتّاب أو رسّامين”.