راندا جرجس
تحتل «سالار دي اويوني» التي تقع في بوليفيا لقب الصحراء الملحية الأكبر في العالم، وتعد أغنى مصدر للبلورات المعدنية، وهي مسطح ملحي مذهل وبراق تماماً، وتمتد لمسافة 10 آلاف كيلومتر من الملك الصلب الشفاف، وتستقبل آلاف الزوار والسياح سنوياً للتمتع بالمناظر الباهرة لانعكاس كل ما يحدث في الأعلى عليها، وكأنها لقاء بين الأرض والسماء.
يعود تاريخ هذه المنطقة إلى أكثر من 40 ألف سنة؛ حيث كانت في السابق بحيرة مينشين العملاقة التي تنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ، وتبخرت بعد ثورة بركان ضخم، وجفت تدريجياً على مدار آلاف السنين مخلفة ملحاً غير قابل للتبخير، وأصبح المكان يحتوي على أكبر احتياطي من المعادن البلورية في العالم، مثل: الملح، وكلوريد الصوديوم، والمغنسيوم، ومادة الليثيوم التي تشكل نسبة تراوح بين 50% و70% من احتياطي الليثويم في العالم، وينجم عنها مسطحات تمشي خلالها فوق السحاب، كونها تكشف كل التفاصيل في السماء مثل مرآة عملاقة.
تُعد مسطحات بوليفيا من أغرب الأماكن على سطح الأرض وأكثرها غموضاً، ولم يتوصل العلماء حتى الآن إلى تفسير عن كيفية تشكل هذه المرآة الشفافة بهذا النقاء العجيب؛ حيث يشعر الإنسان أنه في عالم أبيض تماماً، وكأنه بين السحاب، وتتميز هذه المنطقة بدرجة حرارة معتدلة طوال العام، ما يمنحها ميزة رائعة عن أماكن الجليد، فهي نقية وخالية من التلوث، بدرجة حرارة مذهلة للقيام بأجمل الأنشطة على جبال الأنديز.