وعرف الصينيون القدماء التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية، ما جعل الصين أول من عرف علوم الصيدلة، لاسيما وأن علماءها كانوا يجربون تأثير الأدوية على أنفسهم وعلى الحيوان.
وطبياً، الدواء هو أي مادة تستعمل في تشخيص أو معالجة الأمراض، أو التي تفيد في تخفيف وطأتها أو الوقاية منها، حيث يعمل الدواء غالباً على زيادة أو إنقاص وظيفة ما في الجسم، ولا ينشئ وظيفة جديدة.
ورسمياً الدواء هو كل عقار مرخص الاستخدام قانونياً بعد التأكد من خلوه (نسبيا) من أي أضرار جسدية أو نفسية على الشخص المتعاطي له. وتستخدم معظم الأدوية بغرض الشفاء من بعض الأمراض، مثل استخدام المضادات الحيوية للشفاء من عدوى، ولعلاج بعض الحالات المرضية مثل علاج الاكتئاب بمضادات الاكتئاب، أو للتخفيف من الأعراض مثل استخدام المسكنات للتخفيف من حدة الألم. كما يستخدم الدواء في الوقاية من الأمراض مثل: الأمصال كمصل الإنفلونزا.
ووسط هذا الكم من الإيجابية المفعمة، يواجه الصائمون معضلة حقيقية تتمثل بضرورة تناول دوائهم خلال شهر رمضان الفضيل، ولكونهم يفضلون الصيام يلجأون إلى أطبائهم لإعادة جدولة مواعيد تناول الأدوية، بغرض تحقيق الاستفادة الطبية من جهة، والالتزام بصيام الشهر الفضيل من جهة اخرى.
لكن تبقى مسألة تناول البعض أدويتهم فور سماعهم آذان المغرب على معدة فارغة، وهو ما يؤدي تالياً إلى حدوث مشاكل صحية قد تؤذي حياتهم، بسبب تأثيرها في المعدة والجهاز الهضمي، إذ إن بعض الأدوية تسبب تهيجاً أو تآكلاً في بطانة المعدة عند تناولها على معدة فارغة.
ومن أبرز أنواع هذه الأدوية:
– الإيبوبروفين والأسبرين، اللذان يستخدمان لتخفيف الآلام والتهابات المفاصل والأوجاع المزمنة، ويعتبر تناولهما على معدة فارغة، سبباً رئيسياً في حدوث تهيج بطانة المعدة الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالقرحة.
– سيتالوبرام وفلوكستين، اللذان يعدان من مضادات الاكتئاب، ويمكن أن يتسببا في حدوث غثيان و تهيج للمعدة، لذا يفضل تناولهما بعد الإفطار لتقليل الآثار الجانبية لمفعولهما القوي.
– الأنتي هيستامينات، من أشهر الأدوية التي تستخدم لمعالجة حموضة المعدة والتهاباتها، إلا أن تناولها على معدة فارغة، سيقلل من فعاليتها بل ويزيد خطر الآثار الجانبية لاستخدام هذا النوع من الدواء، لذا يفضل تناوله بعد الإفطار بساعتين.
– المكملات الغذائية التي تحتوي على «فيتامين a»، و«فيتامين e»، و«فيتامين k»، و«فيتامين d»، ينبع خطر تناولها على معدة فارغة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي، لذا يفضل تناولها بعد تناول الطعام، لضمان فعالية امتصاصها بشكل جيد.
– يؤدي تناول المضادات الحيوية على أشكالها وفوائدها المختلفة، على معدة فارغة، إلى الإصابة بـ التهيج المعوي والغثيان والقيء، لذا يفضل دائماً تناولها بعد الانتهاء من الطعام، إلا أن بعض الأنواع القليلة من هذه المضادات يمكن أن تستخدم قبل تناول الطعام، لكن بطلب مباشر من الطبيب المختص.