اختصاصية التغذية غوى أبو ضرغام تشرح لـ”سيّدتي” سبب قوة العلاقة بين نظامنا الغذائي وصحتنا العقلية، في الواقع، ما نأكله له تأثير حقيقي على عواطفنا وصحة دماغنا، النظام الغذائي لا يقل أهمية عن النشاط البدني المنتظم، فهو يساعد على تجنّب الكثير من التوتر والقلق، ولكن أيضاً العديد من مشاكل الدماغ.
بداية تعتبر بو ضرغام أنه “من خلال اعتماد نظام غذائي مستوحى من ما يسمى حمية البحر الأبيض المتوسط، يمكننا تقوية دماغنا وصحتنا العامة، يجب علينا جميعاً التحول إلى نظام غذائي منخفض السكريات وغني بالعناصر الغذائية مثل أوميغا 3 وفيتامين دي”، وبرأيها الأطعمة المفيدة للدماغ لها صلة بالتنويع بين الفواكه والخضروات قدر الإمكان، والحدّ من الأطعمة المسببة للالتهابات، واعتماد الزيوت النباتية واللوز.
أطعمة تعزز الدماغ والذاكرة
- الأفوكادو: ربما نفهم الآن سبب شهرة الأفوكادو، ليس فقط لمذاقه الرائع وبغض النظر عن طرق تناوله المتعددة، ولكنه أيضاً مفيد لنمو الدماغ، يحتوي الأفوكادو على دهون صحية، أحدها الدهون الأحادية غير المشبعة، تسمح هذه الدهون بتدفق الدم، مما يعزز نمو الدماغ.
- سمك السلمون: يحتوي العديد من الأسماك، خصوصاً السلمون، على أحماض أوميغا 3 الدهنية الأساسية، هذه الأحماض ضرورية لوظيفة الدماغ، سمك السلمون يحتوي على أعلى مستويات أوميغا 3 مقارنة بجميع الأسماك الأخرى.
- المكسرات؛ وأبرزها الجوز الذي يعتبر رمزاً للوضوح وقوة الإرادة، ثماره تجلب طاقة جديدة إلى الدماغ ونظام القلب والأوعية الدموية وأوراقها تنظف الجلد.
- الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل على مركّبات مثل الجينجيرول، والتي تمَّ ربطها بانخفاض الالتهاب وتحسين الوظيفة الإدراكية، من السهل العثور على الزنجبيل الطازج أو المسحوق حديثاً واستخدامه في الوصفات أو المشروبات اللذيذة.
- يمكنك أيضاً الاحتفاظ به مجمداً أو على شكل بودرة؛ حتى تتمكني من تناوله كل يوم.
الأطعمة التي تجنّبك الأمراض
تؤكد بو ضرغام على ضرورة اتباع النظام الغذائي المذكور أعلاه لتغذية الذاكرة والحفاظ على نشاطها، كما تشير إلى أنّ “جائحة كورونا تركت آثاراً سلبية على صحة الدماغ وأهمها النسيان”، لذلك تشدّد على “ضرورة إدخال بعض الأطعمة التي تغذي الذاكرة وخلايا الدماغ”.
وتحذّر بو ضرعام من عدم الإفراط في تناول هذه الأطعمة؛ كونها تساهم في زيادة الوزن، بل تناول كميات محدودة منها يومياً. وتشرح على سبيل المثال أهمية تناول السلمون مشوياً وليس مقلياً لعدم اكتساب سعرات حرارية إضافية وللحفاظ على الدهون الصحية في داخله، وبرأيها أنّ جميع الأطعمة التي تساعد على تغذية الذاكرة “تحتوي على مضادات الأكسدة التي تخفف الالتهابات وتقاومها لتمنع تلف خلايا الدماغ”.
وتذكر بو ضرغام مثلاً، حمية الكيتو التي تعتمدها الكثيرات للتخسيس، في حين ترى أنّ أهمية هذه الحمية” تكمن في علاج المصابات بكهرباء الرأس، حيث تخفف من الطاقة الزائدة في الدماغ”، باعتبار أنّ هذه الحمية خالية من النشويات، وتعتمد على الدهون والبروتينات، ما يؤكد على “الترابط بين نوعية الأكل وأمراض الدماغ”، وفق تعبيرها.
دور الدهون الصحية على صحة الدماغ
تشرح بو ضرغام أنّ “الدماغ يتكوّن بشكل رئيسي من الدهون، وهو ثاني أسمن عضو في الجسم بعد الأنسجة الدهنية، ولكي تعمل خلايا الدماغ بشكل جيد، تحتاج إلى الدهون، وأحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية على وجه الخصوص”.
وتؤكد أن نوعية الدهون التي نتناولها لها عواقب مهمة على وظائف الدماغ في الواقع، بعد الأنسجة الدهنية التي تخزن الدهون، يعد الدماغ هو العضو الأكثر بدانة في جسم الإنسان، أكثر من 55% من وزنه الجاف يتكوّن من الدهون، وهي موجودة في كل مكان، في أغشية الخلايا ولا سيما أغشية الخلايا العصبية والنهايات العصبية، ولكن أيضاً في الخلايا الدبقية، التي تؤدي وظائف دماغية متعددة، وفي هياكل مختلفة، ولا سيما المايلين، وهو غلاف الغشاء الدهني الذي يحيط بامتدادات الخلايا العصبية، وبالتالي يسهل توصيل المعلومات العصبية.