أجرى الأطباء تجارب سريرية باستخدام عقار «بيمبروليزوماب»، الذي يستهدف بروتيناً معيناً، ويحجبه عن الخلايا المناعية التي تبحث بعد ذلك عن الخلايا السرطانية وتدمرها.
ووجدت تجربة سريرية، أن إعطاء الدواء قبل الجراحة بدلاً من العلاج الكيميائي أدى إلى زيادة كبيرة في عدد المرضى الذين تم إعلان تعافيهم من السرطان، بحسب صحيفة جارديان.
وأشرف على الدراسة كلية لندن الجامعية، ومستشفى كلية لندن الجامعية، ومؤسسة كريستي للخدمات الصحية الوطنية، ومستشفى جامعة سانت جيمس، ومستشفى جامعة ساوثهامبتون، وجامعة جلاسكو.
وقال البروفيسور مارك سوندرز، استشاري الأورام السريرية في مؤسسة كريستي: إن نتائج التجربة كانت رائعة للغاية، موضحاً «يمكن أن يصبح العلاج المناعي قبل الجراحة بمثابة تغيير جذري في علاج المرضى المصابين بهذا النوع من السرطان. ولا يقتصر الأمر على أن النتيجة أفضل فحسب، بل إنها تنقذ المرضى من المزيد من العلاج الكيميائي التقليدي، والذي عادةً ما يكون له آثار جانبية. وفي المستقبل، قد يحل العلاج المناعي محل التدخل الجراحي».
وقام الباحثون بدراسة 32 مريضاً يعانون من المرحلة الثانية أو الثالثة من سرطان الأمعاء، داخل خمسة مستشفيات في المملكة المتحدة، ولاحظوا أن نحو 15% من المستهدفين كان لديهم تركيب جيني خاص.
تناول المرضى دواء «بيمبروليزوماب» المعروف أيضاً باسم «كيترودا» لمدة 9 أسابيع، قبل الجراحة بدلاً من تلقي العلاج الكيميائي والتدخل الجراحي، ثم تمت مراقبتهم بمرور الوقت.
وأظهرت النتائج أن 59% من المرضى لم تظهر عليهم أي علامات للسرطان بعد العلاج بعقار البيمبروليزوماب، مع إزالة أي سرطان لدى ال41% الآخرين من المرضى أثناء الجراحة، وبذلك أصبح جميع المرضى المشاركين في التجربة خاليين من السرطان بعد العلاج.
وكشف فريق الأطباء، أنهم يستهدفون خلال السنوات القليلة المقبلة، تقييم معدلات البقاء على قيد الحياة، ومعدلات الانتكاس للمرضى المشاركين في التجربة.
وصرح الدكتور كاي كين شيو، كبير الباحثين في التجربة واستشاري الأورام الطبية بجامعة كاليفورنيا «تشير نتائجنا إلى أن بيمبروليزوماب علاج آمن وفعال للغاية لتحسين النتائج لدى المرضى الذين يعانون سرطانات الأمعاء شديدة الخطورة، مما يزيد من فرص الشفاء من المرض في مرحلة مبكرة».
وحذر شيو، من أن الفريق سيحتاج إلى الانتظار لمعرفة ما إذا كان المرضى في التجربة سيبقوا خاليين من السرطان لفترة أطول من الزمن، مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية كانت إيجابية للغاية.