
تستعرض الجهات الصحية خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر الصحة العربي في دورته الخمسين بدبي، منظومة متكاملة من المبادرات المبتكرة والخدمات الصحية الرقمية تحت مظلة منصة “صحة الإمارات”. وتهدف هذه المشاركة النوعية إلى إبراز التكامل الاستراتيجي بين الجهات الصحية وجهودها المشتركة في تطوير وتنظيم القطاع الصحي، بما يعزز من تنافسيته ومرونته وفعاليته ومواءمته مع توجهات وأولويات الدولة في مجالات الاستدامة والتنافسية والريادة العالمية.
مشاريع رائدة تستشرف المستقبل
وتشهد منصة وزارة الصحة ووقاية المجتمع في المعرض الكشف عن حزمة متكاملة من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز جودة الخدمات الصحية المستقبلية. وتتميز هذه المبادرات بتوظيفها المتقدم للتقنيات الرقمية والنماذج التنبؤية ونظم المعلومات الصحية، مع التركيز على الترابط بين الصحة والمناخ. وتندرج هذه المشاريع في إطار استراتيجية الوزارة الشاملة لضمان توفير خدمات رعاية صحية استباقية عالية الجودة، والارتقاء بمستوى الصحة العامة في المجتمع، وتعزيز الوعي والالتزام بالوقاية الصحية، وذلك من خلال كوادر متخصصة مؤهلة وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص ضمن منظومة حوكمة موثوقة.
حزمة متكاملة من المشاريع والبرامج النوعية
وتتضمن المبادرات المعروضة مشروعاً رائداً للتدقيق الذكي على المخططات الهندسية للمنشآت الصحية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمنصة الوطنية لتوحيد تراخيص المهن الصحية، ومشروع تحليل المؤشرات الحيوية للرعاية الصحية الوقائية المعزز بالذكاء الاصطناعي. كما تشمل المبادرات منصة “صوت المتعامل” لتعزيز تجربة المتعاملين كجزء من منظومة متكاملة لتصفير البيروقراطية في القطاع الصحي، وبرنامج “مسار” المبتكر لتعزيز جودة الحياة الصحية لطلبة المدارس وخلق بيئة مدرسية صحية مستدامة، إضافة إلى استعراض إنجازات برنامج “حياة” للتبرع وزراعة الأعضاء.
خمسون عاماً من الريادة والابتكار في القطاع الصحي
وأكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن الدورة الخمسين لمعرض ومؤتمر الصحة العربي 2025 تشكل علامة فارقة في مسيرة التميز والريادة التي امتدت لنصف قرن، مرسخة مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي وعالمي للابتكار في القطاع الصحي. وأشار معاليه إلى أن تعزيز تنافسية الدولة وريادتها في المجال الصحي يأتي ترجمةً للرؤية الاستشرافية للقيادة الحكيمة، حيث نجحت الدولة في بناء منظومة صحية متكاملة تستند إلى بنية تحتية متطورة، وتشريعات مرنة، وكفاءات وطنية مؤهلة، ما أهلها لتحقيق إنجازات عالمية مشهودة.
منصة استراتيجية لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية
وقال معالي العويس: “إن هذا الحدث الاستثنائي يمثل منصة استراتيجية تجمع نخبة الخبراء والمختصين لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية وتطوير حلول مبتكرة تعزز جودة حياة المجتمعات بشكل مستدام. ويشكل المعرض منصة سنوية رائدة تستعرض من خلالها الوزارة، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، مشاريعها ومبادراتها المبتكرة في مجال السياسات والتشريعات والبحوث والاقتصاديات الصحية، معتمدة على توظيف البيانات الضخمة وأحدث التقنيات الرقمية.”
نحو مستقبل صحي مستدام
وأضاف معاليه: “تواصل الوزارة جهودها الدؤوبة بالتعاون مع الجهات الصحية لتحقيق مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031“، عبر تطوير منظومة صحية وقائية شاملة تواكب التحديات المستقبلية. وتحرص الوزارة، من خلال مشاركتها في هذا الحدث العالمي، على استكشاف أحدث الابتكارات التقنية في المجال
الصحي، وتعزيز شبكة شراكاتها الاستراتيجية محلياً وإقليمياً وعالمياً، بما يخدم التطلعات الحكومية نحو ترسيخ مكانة دولة الإمارات كنموذج عالمي رائد في تقديم الرعاية الصحية المستدامة والشاملة.”
إرساء منظومة رعاية صحية أكثر ذكاءً وكفاءة
وقال معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي: “يُعد معرض الصحة العربي محطة هامة نستعرض من خلالها أبرز المشروعات والمبادرات الصحية التي تشهدها منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي. ونتطلع خلال الحدث إلى استكشاف وتوطيد سبل التعاون المشترك التي تجمعنا بالشركاء محلياً وعالمياً من أجل المضي في إرساء منظومة رعاية صحية هي الأكثر ذكاءً وكفاءة، ويرسخ مساهمتنا في الجهود العالمية للتحول من الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة القائمة على الاستباقية والوقاية. يكمن ذلك في تسخير إمكانات البيانات والذكاء الاصطناعي وعلوم الجينوم وغيرها من المجالات الواعدة لخدمة المجتمعات والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.”
ثقة قادة الصحة في مختلف دول العالم
وقال سعادة عوض صغيّر الكتبي المدير العام لهيئة الصحة بدبي، إن استضافة دولة الإمارات، معرض ومؤتمر الصحة العربي، في إمارة دبي، يعكس مكانة الدولة المتقدمة، وقدرة دبي على تنظيم مثل هذه الأحداث الكبرى، كما يعكس ثقة قادة الصحة في مختلف دول العالم وصناع القرار والخبراء والمتخصصين والأطباء والشركات المتخصصة، ورغبة الجميع في أن تكون دبي هي الملتقى وهي نقطة الانطلاق نحو مستقبل صحة أفضل.
وأضاف أن القطاع الصحي في الدولة يشهد تحولات سريعة ومذهلة، في بنيته التحتية والتقنية وحلوله الذكية وكوادره البشرية، وأن الإمارات أصبحت من الدول الرائدة على الساحة الصحية العالمية، وذلك بفضل الرعاية الكريمة، التي يحظى بها هذا القطاع الحيوي من قيادتنا الرشيدة.
وأعرب الكتبي عن تقدير الهيئة البالغ، للشراكة الاستراتيجية والتعاون المثمر بينها وبين المؤسسات والهيئات وجميع الأطراف المعنية في الإمارات، وفي مقدمتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، لافتاً إلى أن هذا التعاون يعزز من أهداف الدولة الرامية إلى تحقيق التنافسية العالمية، واستدامة الصحة وجودة الحياة.
وأكد أن معرض ومؤتمر الصحة العربي، يواصل نجاحاته عاماً بعد الآخر، وهو يمثل فرصة سنوية مهمة، تحرص الهيئة على الاستفادة منها، من خلال استعراض مجمل التحولات السريعة، التي يشهدها القطاع الصحي في دبي، وتقدمه وتطوره الهائل، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وتوسيع الشراكات البناءة مع مختلف المؤسسات ذات العلاقة.
ويستمر معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025 حتى 30 يناير الجاري حيث يجمع نخبة من المتخصصين في الرعاية الصحية تحت سقف واحد ويضم مجموعة واسعة من منتجات وتقنيات الرعاية الصحية التي تعرضها آلاف الشركات المحلية والعالمية. ويستقطب المعرض أحدث الابتكارات الطبية من تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها ما يعزز مكانة الإمارات في هذا المجال الحيوي بمنطقة الشرق الأوسط والعالم.