التسمم الغذائي السُجقِّيّ مرض يحدث بسبب البكتيريا والفيروسات والجراثيم الأخرى، ولا يمكن تذوقه أو شمه أو رؤية هذه الجراثيم بدون مجهر، وبالرغم من صغر حجمها، يمكن أن يكون لها تأثير قوي في الجسم. ويصيب التسمم البالغين والرضع.
وهو مرض نادر وخطير، وينتج عن سم يهاجم أعصاب الجسم، ما يحدث أعراضاً مميتة، وينتج ذلك السم نوعاً من البكتيريا يسمى «المِطثية الوشيقية» تنمو في أمعاء الرضع. وفي حالات نادرة، يمكن أن يحدث التسمم السُّجقِّيّ بسبب علاج طبي.
وللتسمم السّجقِّيّ 3 أنواع شائعة:
- التسمم السُّجقِّيّ المنقول بالغذاء، حيث تعيش البكتيريا الضارة وتصنع السم في بيئات قليلة الأكسجين مثل الأطعمة المعلَّبة بالمنزل.
- التسمم السُّجقِّيّ للجروح: إذا دخلت هذه البكتيريا إلى جرح تسبب عدوى خطيرة تُصنع من خلالها السموم.
- والتسمم السُّجقِّيّ المعوي لدى البالغين عند حقن كمية كبيرة للغاية من البوتوكس لأغراض تجميلية أو طبية.
ويُطلق على هذا الشكل النادر من الإصابة اسم التسمم السُّجقِّيّ علاجي المنشأ. ويعني مصطلح «علاجي المنشأ» أن المرض ناجم عن فحص طبي أو الخضوع لعلاج ما.
ويمكن أن تكون جميع أشكال التسمم السُّجقِّيّ مميتة، ويُتعامل معها طبياً على أنها حالات طارئة.
ويبدأ التسمم السُّجقِّيّ لدى الرُّضع بعد نمو بكتيريا المِطثية الوشيقية في القناة الهضمية للرضيع.
ويصيب عادة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين وثمانية شهور.
ويشكل هذا المرض عند الرضع مخاطر مختلفة عن تلك التي يتعرض لها البالغون، لذلك من المهم أن يكون الإنسان على دراية بالأسباب والعلامات والأعراض.
وعادة ما يكون التسمم الغذائي مرضاً ينتقل عن طريق الغذاء من نوع معين من البكتيريا في التربة التي يأتي منها الطعام، وعندما يتم تعليب هذا الطعام أو تقطيعه بشكل غير صحيح، تنبت خلايا البكتيريا وتنتج السم الذي يسبب التسمم الغذائي، وهذا السم هو ما يستخدم في حقن البوتوكس بعد المعالجة، ولكن عندما يتم تناوله عن طريق الطعام، فإنه يمكن أن يسبب شللاً والموت لاحقاً.
ويختلف التسمم الغذائي عند الرضع تماماً عن التسمم الغذائي عند البالغين، حيث لا يتمتع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة بجهاز المناعة لمحاربة بكتيريا التسمم الغذائي.
من أين تأتي؟
يوضح الأطباء أنه حينما يأتي طفل إلى المستشفى مصاب بالتسمم الغذائي، يجدون عادةً أن هناك اضطراباً في التربة سبب التسمم، والذي يمكن أن يحدث بأي شكل من الأشكال، ويحدث في معظم الأحيان خلال يوم جاف عاصف حيث تنتشر هذه البكتيريا في الجو ويستنشقها الرضع.
وتتضمن بعض العلامات والأعراض ما يلي:
عدم القدرة على الرضاعة الصناعية أو الطبيعية، وصعوبة في البلع، وسيلان اللبن من الفم، وصدور أصوات غرغرة أو اختناق عند البلع، ويصبح الطفل ضعيفاً وغير قادر على الحركة. وإذا لوحظ حدوث هذه الأعراض، تجب زيارة طبيب الأطفال.
وحالات الوفيات الناجمة عن التسمم السُجقِّيّ عند الأطفال نادرة جداً لأن هؤلاء الأطفال يُنقلون عادةً إلى المستشفى قبل أن يتفاقم المرض ويصل إلى ضيق التنفس.
وحتى إذا انتهى الأمر بالطفل إلى الإصابة بضيق التنفس، فيمكن وضعه على جهاز التنفس الصناعي ودعمه حتى يتعافى تماماً.
ويتم علاج الأطفال بعقار بالغلوبولين المناعي للتسمم الغذائي، وهي أجسام مضادة ترتبط بالسم ويمكن أن تساعد الطفل على الشفاء.
مضاعفات المرض:
يمكن أن يسبب المرض الإصابة بالعديد من المضاعفات لأنه يؤثر في القدرة على التحكم في عضلات الجسم. والعَرَض الفوري الأكثر خطورة هو فقدان القدرة على التنفُّس الذي يُعد من الأسباب الشائعة لوفيات الأطفال المرتبطة بالتسمم السجقي. ومن المضاعفات الأخرى: صعوبة التحدث والضعف طويل الأمد وضيق النفَس المتواصل.
الوقاية:
ولتقليل خطر الإصابة بهذا النوع من التسمم عند الرُضع، يجب تجنب تقديم العسل ولو بمقدارٍ ضئيل إلى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنةٍ واحدة. ويوصى باتباع الأساليب السليمة في تحضير الطعام وحفظه من خلال طهو تلك الأطعمة عند درجة حرارة 121 درجة مئوية لمدة لا تقل عن 20 دقيقة أو أكثر حسب نوع الطعام. وعدم تناول الأطعمة المحفوظة إذا كانت عبواتها منتفخة أو رائحة الطعام كريهة. وعند حفظ بعض الأطعمة برقاقات الألمنيوم يجب طهيها أو تسخينها، وتناولها ساخنة.