التهاب المفاصل لدى الأطفال مرض مزمن ويعرف بهذا الاسم عند الصغار الذين يصيبهم وهم في عمر ال 16 أو أقل، ويؤدي إلى التهاب مستمر في مفاصل اليدين والقدمين والركبتين.
يعد هذا المرض من أمراض المناعة الذاتية، حين يوجد خلل في جهاز المناعة الذي ينقلب على الجسم الذي يفترض أن يحميه. أسباب حصول هذا الخلل غير معروفة، ولكن تؤكد بعض الدراسات أن مجموعة من العوامل، مثل كثرة المضادات الحيوية منذ الصغر أو الولادة القيصرية، والجينات المتوارثة من الوالدين قد تكون سبباً في زيادة احتمالية الإصابة بالمرض.
هناك الكثير من أنواع التهاب المفاصل المختلفة، وفي دراسة داخل الإمارات لمعرفة نسبة الإصابة بالمرض، وتحديداً التهاب المفاصل لدى الأطفال مجهول السبب، وجد أن نسبة الإصابة بكل نوع هي:
التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب القليل (مستمر أو ممتد)، وهو أكثر نوع شائع ويمثل 50% من الحالات، وتكون الإصابة في أقل من 5 مفاصل في الأشهر الستة الأولى من المرض، وجدت الحالات في الدراسة بنسبة 49.4% للنوع المستمر، و3.2% للنوع الممتد.
التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب المتعدد، ومن خصائصه أن تكون الإصابة في 5 مفاصل أو أكثر خلال الأشهر الستة الأولى، وقد يكون « ذا العامل الروماتويدي الموجب» أو «العامل الروماتويدي السالب». ويعتبر العامل الروماتويدي الموجب نادراً ويصيب 5% من الحالات فقط، ويصيب الإناث أكثر من الذكور وتبدأ الأعراض بعد عمر 10 سنوات غالباً. أما العامل الروماتويدي السالب فهو يصيب 15-20% من حالات التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب، ويمكن أن يصيب في أي عمر. ضمن الدراسة المذكورة، يصيب هذا النوع من التهاب المفاصل 32.1% من الحالات المذكورة في الإمارات.
التهاب مفاصل الأطفال مجهول السبب الشامل، وتمتد الإصابة إلى مختلف أعضاء الجسم، يؤثر في الإناث والذكور حديثي السنّ والذين لم يلتحقوا بالمدرسة بعد. ووفق هذه الدراسة يصيب 7.1%.
التهاب المفاصل الصدفي، ويكون التهاب المفاصل مصحوباً بالصدفية، وهي مرض يسبب التهاب الجلد، غالباً على المرفقين والركبتين أو الأظفار، ويشكل نسبة 5.8% في هذه الدراسة.
التهاب المفاصل المرتبط بالتهاب الارتكاز، وهي نقطة تشابك الأوتار على العظام، ويسبب ألماً شديداً فيها، ووجد هذا النوع نادراً في هذه الدراسة بنسبة 0.6%.
التهاب المفاصل غير المتمايز، ويشكل 1.9% في هذه الدراسة.
أعراض
تبدأ ظهور الأعراض عند الأطفال المصابين بهذا المرض من عمر سنة، وتختلف ظهور الأعراض أو شدتها من شخص إلى آخر، ومنها:
آلام المفاصل، وقد تزيد أو تشتد في الصباح أو فور الاستيقاظ من النوم. التورم، ويلاحظ بداية في المفاصل الكبيرة مثل الركبتين. التيبس، ويلاحظ بشكل تثاقل أو صعوبة في الحركة غير المعتادة بالنسبة للطفل. الحمى، تورم الغدد اللمفاوية، أو الطفح الجلدي.
وفي بعض الحالات الشديدة، أو في حال عدم الانتباه أو الاهتمام المناسب، قد تتضاعف هذه الأعراض وتشتد وقد تصيب أعضاء الجسم أو أجهزة الجسم الأخرى، كالآتي:
العين، فقد يتسبب التهاب العين في إعتام عدسة العين الزرقاء أو المعروف بالجلوكوما، أو حتى الإصابة بالعمى.
قد يؤثر التهاب المفاصل في نمو الطفل والعظام، ويمكن لبعض الأدوية المستخدمة مع الطفل أن تعيق النمو، مثل الكورتيكوستيرويدات وهي نوع من الأدوية القوية المضادة للالتهاب التي تستخدم أيضاً لمعالجة الطفح الجلدي وأمراض الأمعاء الالتهابية والربو وغيرها. وقد تنتج انحرافات وتشوهات في المفاصل،.
دور العلاج الطبيعي
يركز العلاج الطبيعي على تحسين نطاق الحركة للمفاصل وتقوية العضلات المحيطة بها وتقليل التورم. زمعالجة أعراض المرض، وبمساعدة الطرق العلاجية الأخرى كالأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تستخدم غالباً لتسكين الألم، قد تساعد في تخفيف الآلام ومنع تضاعف الأعراض.