يقول د. عماد فياض استشاري أمراض الجهاز الهضمي: الكبد الدهنية تجمع حويصلات كبيرة من الدهون الثلاثية في داخل الخلايا عن طريق عملية التشحم، وتراكم الدهون غير الطبيعية داخل الخلية، ويُعد من المشكلات المنتشرة بين الأشخاص، وعادة ما تنقسم الإصابة إلى نوعين: الحالات البسيطة، والالتهاب الذي يترافق عادة مع تغيرات على مستوى خلايا الكبد.
يضيف: إن الإصابة بالكبد الدهنية يمكن أن تظهر في جميع المراحل العمرية، نتيجة العوامل الوراثية، التدخين، التقدم في العمر، تناول أنواع مُعينة من الأدوية، فقدان الوزن السريع. أو وجود عدوى أو التهابات الكبد بشكل عام، ويصيب نحو 10 ٪ إلى 24 ٪ من الأشخاص حول العالم، وتشير الدراسات إلى أن هذه المشكلة تستهدف السيدات أكثر من الرجال، بمعدل 50%، ومرضى البدانة بمعدل أكثر من 80%، والذين يعانون من داء السكري بنسبة 40-80%، والذين يعانون من زيادة مستويات الكوليسترول، أو الدّهون الثلاثية، وارتفاع ضغط الدم، والمتلازمة الأيضية (أحد أمراض القلب والأوعية الدموية، أو أمراض الكلى المزمنة).
ويؤكد د.فياض، أن تشخيص الكبد الدهنية يتم عادة بالفحص السريري، والاطلاع على التاريخ المرضي، وقياس كتلة الجسم، ومستوى الدهون والسكر، وفحص أنزيمات الكبد، إضافة إلى الأشعة بالموجات فوق الصوتية للكشف عن الكبد فاتحة اللون، والتصوير الطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي.
ويتابع: يعتبر الفيبروسكان من أهم وسائل التشخيص التي تبين حالة الكبد، وتحديد درجة التشحم، والتليف، والتشمع، كما يجب أخذ عينة من الكبد، ودراستها مخبرياً للكشف عن وجود التهاب في الكبد من عدمه، واستثناء مسببات الالتهاب الأخرى.
طرق التداوي
يشير د. محمد الحاج، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، إلى أن الكبد الدهنية هو تراكم الشحوم في الخلايا، وربما يتطور ويتسبب بمشكلات الكبد المزمنة، مثل التليف، والسرطان، كما يؤدي في بعض الحالات إلى الوفيات المرتبطة بالكبد.
ويضيف: ما زالت الدراسات والأبحاث المعملية مستمرة لإيجاد علاج ناجع للكبد الدهنية، ولكن تعتمد السيطرة على الأعراض وتطور المرض عن طريق إدارته لتقليل عوامل الخطر الموجودة، وتشمل الخيارات علاج السمنة، والتخلص من الوزن الزائد، وفرط شحميات الدم، ومقاومة الأنسولين، ومرض السكري من النمط الثاني، كما يساهم نمط الحياة الصحي، والجمع بين اتّباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وممارسة التمارين المعتدلة، والحد من تناول كميات كبيرة من الكحول، في ذلك أيضاً. ويلفت د.الحاج إلى ضرورة إجراء الفحص الدوري لمرضى الكبد الدهنية بانتظام، من قبل طبيب الرعاية الأولية، لاكتشاف حالات تطور المرض، وتعتبر الكبد الدهنية المكون الكبدي لمتلازمة التمثيل الغذائي والمكونات الأخرى، مثل: عسر شحميات الدم الناتج عن تصلب الشرايين، ومقاومة الأنسولين المحيطية، والسمنة، وداء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.
4 خطوات لإدارة المرض
تعتمد إدارة مرض الكبد الدهني على إحداث تغييرات في نمط الحياة، حيث إنها تؤثر إيجابياً في الحالة أكثر من الأدوية، ويتم اتباع نتائج إيجابية طويلة الأمد عن طريق تطبيق هذه الإجراءات، تشمل:
- يعتبر تناول الطعام الصحي المفتاح الذهبي لتغيير نمط الحياة الصحي، ويُنصح الأطباء بالتركيز على تناول الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، واستبدال الزبدة بزيت الزيتون وزيت الكانولا، والتقليل من تناول اللحوم الحمراء وتعويضها بتناول السمك، ولحم الدواجن الخالي من الدهون لتحقيق نتائج أفضل.
- اتباع حمية متوازنة تزيد فيها نسبة الفواكه والخضار والبروتينات والكربوهيدرات، وتنخفض فيها نسبة الدهون والسكريات والملح، ويعتبر تناول حصص غذائية أصغر عاملاً مساعداً أيضاً.
- تشير الدراسات إلى أن إنقاص الوزن بنحو 5% يمكن أن يكون كافياً لتحسين نتائج اختبارات الكبد غير الطبيعية، وإنقاص مستوى الشحم في الكبد، وفقدان 7% إلى 10% من الوزن الزائد من شأنه أن يقلل من مدى التهاب وإصابة الخلايا الكبدية.
- ينصح الخبراء بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين متوسطة الشدة، مثل المشي، أو ركوب الدراجة الهوائية، حيث إنها تفيد في مواجهة مشكلة تشحم الكبد اللاكحولي، وتقليل شحوم الكبد.