شاركت بوهرنجر إنجلهايم، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في صناعة الأدوية، في مؤتمر الإتحاد الدولي لداء السكري الذي عقد هذا العام في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وذلك ضمن إطار جهود الشركة الرامية إلى تسليط الضوء على تنامي انتشار مرض السكري من النوع الثاني في المنطقة بالإضافة إلى المضاعفات الخطيرة التي تتسبب بها أمراض القلب والأوعية الدموية، بحضور أبرز الخبراء في الطب الباطني والرعاية الأولية، حيث ناقشوا أحدث الابتكارات والحلول الطبية في هذا المجال.
ويزداد انتشار مرض السكري حول العالم لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، فأعداد المصابين بالسكري بالعالم العربي كبيرة ومن المتوقع أن تزداد بنسبة 96.2% بحلول العام 2035، إذ تمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثاني أعلى نسبة زيادة بأعداد المصابين بالسكري على مستوى العالم.
وخلال الحدث، ناقشت بوهرنجر إنجلهايم مع خبراء الرعاية الصحية سبل التركيز على إدارة مرض السكري من النوع الثاني والحد من مستويات السكري في الدم وتخفيف مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث إن العلاقة بين السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية هي علاقة معقّدة، فالسكري هو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وحالات مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة، والتي تزداد لدى المصابين بالسكري، هي أيضاً عوامل خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويتضاعف خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بمعدّل أربعة أضعاف لدى المصابين بالسكري، حيث تسجّل حالة وفاة بين كل شخصين مصابين بالسكري نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية. ونظراً لتنامي انتشار مرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقد أصبحت إدارة المرض أولوية قصوى للسياسات الصحية في المنطقة.
وفي الإمارات العربية المتحدة وحدها، تشير الإحصاءات إلى أن 66% من الرجال و60% من النساء يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة، ونتيجة لذلك فإن 19% من السكان مصابون بالسكري من النوع الثاني ، وهو ما يعزى بشكل رئيسي إلى الخمول البدني وأنظمة التغذية غير الصحية.
وتعليقاً على ذلك، قال الأستاذ الدكتور جمعة الكعبي مستشفى توام: “إن نقص التوعية الصحية وعادات نمط الحياة يسهمان في زيادة انتشار مرض السكري من النوع الثاني، وإدارة مرض السكري من النوع الثاني منذ بداية الإصابة يمكن أن تساعد في تحقيق نتائج علاج أفضل للمريض، كما يساعد التعاون والأبحاث في توفير حلول مستدامة جديدة للذين يعانون من المرض وتعزيز توعية المرضى بالمرض.”
وأضاف: “إن التفاعل المعقّد بين عوامل خطر داء السكري من النوع الثاني يفرض ضرورة تطبيق نهج شامل لإدارة حالة الاضطراب المزمن لدى المرضى، وحلول العلاج الطبية الجديدة تركّز على خفض مستويات السكر في الدم عند المرضى وتسهم في نفس الوقت في حماية قلب المريض.”
عندما يعاني المرضى من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري في آن معاً، وهو مزيج مرضي شائع، يتضاعف خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية[8]. ووفقاً للدراسات متعددة الجنسيات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية وتناولت أمراض الأوعية الدموية المصاحبة لمرض السكري، تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية أكثر أسباب الوفاة شيوعاً، مع تسببها بنسبة 52% من الوفيات لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
وأشار الكعبي إلى إن ارتفاع مستويات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني في المنطقة يؤدي إلى تعريض الأفراد لخطر متزايد يتمثل في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي تشكل عبئا صحياً على المستويين الإقليمي والعالمي، فأولئك الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني لديهم خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. وأظهرت الدراسات أن تحقيق مستويات الجلوكوز الأمثل في الدم والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم وتخفيف الوزن والإقلاع عن التدخين، جميعها عوامل ضرورية للحد من مخاطر القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
ويتضاعف خطر مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أكبر لدى مرضى السكري وممن لديهم حالات مثل ارتفاع ضغط الدم، ويمكن للفحوص الدورية أن تساعد المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني في الحد من الأعراض السلبية المرتبطة بمرض السكري مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
بدوره، قال مازن بشير، المدير العام بمنطقة الخليج لدى شركة بوهرنجر إنجلهايم: “لطالما شكّلت الدراسات والأبحاث حجر الزاوية في نهج بوهرنجر إنجلهايم الرامي إلى اكتشاف وتطوير طرق مبتكرة تسهم في دعم المرضى لإدارة مرض السكري من النوع الثاني بشكل أكثر كفاءة، حيث يتسبب مرض السكري بقلق كبير في المنطقة.”
وأضاف: “نثمّن عالياً الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في استضافة المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر الإتحاد الدولي لداء السكري والذي يهدف بدوره إلى الاستجابة للتحديات الطبية من خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات في المنطقة والعالم، ونحن ماضون في مشاركتنا في كافة الفعاليات الدولية وذلك في إطار التزامنا المستمر في تبادل المعرفة والرؤى والخبرة البحثية حول أحدث التحديات الطبية لتلبية كافة احتياجات المرضى.”