جيل جديد من تحاليل الدم
ولكن شركة توريد الأدوات الطبية والتشخيص «بيكتون ديكنسون» الكبرى، التي أمضت 75 عاماً من الابتكارات ومنها مثلاً مجموعة اختبار فيروس «كوفيد» المنزلية التي طوّرتها في أوجّ الجائحة، تدّعي اليوم قيادة لواء الجيل التالي من تحاليل الدم. وتزعم الشركة أن تقنيتها الجديدة تتيح إجراء فحوص الدم في مواقع محلية كالصيدليات باستخدام بضع نقاط من الدم. وكانت الشركة قد صرّحت في مقابلة مع مجلّة «فاست كومباني» بأنّها حازت التصاريح التنظيمية المطلوبة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ووقّعت الشراكات الدوائية الأساسية، ما يؤكّد أن تقنيتها الجديدة ليست مجرّد «قنبلة دخان».
حصلت شركة «بيكتون ديكنسون» في أواخر العام الماضي على تصريح إدارة الغذاء والدواء لجهازين جديدين لسحب الدم من نظامها الجديد «ميني درو» BD MiniDraw Capillary Blood Collection System لسحب الدم من الأوعية الشعرية. وكما يوحي اسم النظام، يسحب الجهازان الدم على مستوى شعري بدل استخدام الأنابيب الكبيرة التقليدية التي تسحب الدم من الشرايين – ويستطيعان إجراء عددٍ من التحاليل الكيميائية والجزيئية باستخدام 16 إلى 18 قطرة، بحسب دايف هيكي، رئيس قسم علوم الحياة في الشركة.
صحيحٌ أنّ التقنية بحدّ ذاتها تستحقّ الاهتمام نظراً ليسر استخدامها، إلا أنّ مفاعليها البعيدة تتجلّى في توسيع نطاق الوصول إلى المعلومات الطبية الضرورية الموجودة في أوردة المريض؛ إذ تتيح التقنية مثلاً للصيدلي إجراء سحوبات دم عادية محلياً، بدل الاضطرار للاستعانة بممرّض مدرَّب أو خبير في سحب الدم في مختبر أو مستشفى.
وخلال مقابلة مع «فاست كومباني»، كشف دايف هيكي عن أنّه جرّب النظام الجديد، وقال إنه «بسيط وسهل الاستخدام. لم أشعر بالألم قط – تستخدم التقنية مشرطاً خاصاً يأتي مع الجهاز. ولكنّ أهمّ ما في الموضوع كان وجودي في موقعٍ غير متخصص، وسحب ما لا يزيد على 15 – 16 قطرة دم في بضع دقائق».
وشرح هيكي أنّ «الجهازين يُستخدمان في الوقت الحالي لإجراء تحاليل بسيطة نسبياً تتطلّب سحب كمية طفيفة من الدم للفحوصات الدهنية، وعددٍ من التحاليل الكيميائية، وفحوصات الهيموغلوبين. وضعنا هذه التحاليل في رأس أولوياتنا لأنّها بالطبع الأكثر شيوعاً».
وتعمل «بيكتون ديكنسون» وشركاؤها على تطوير التقنية لتشمل فحوصات جزيئية أكثر تعقيداً تعتمد على تقنيات مقاومة التخثر قد تساعد في إجراء تحاليل غير تدخلية لأمراض كالسرطان. وصرّحت الشركة بأنّ هذه الفحوصات لا تزال قيد التطور وأنه لا يوجد جدول زمني أكيد لإنجازها.