
تماشياً مع جهود دولة الإمارات المستمرة لبناء مجتمعات صحية ونشطة، تُبرز كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا أهمية الشراكة المحورية بين أطباء الأطفال وعائلاتهم. فمن خلال توجيه التغذية السليمة، ودعم النمو والتطور العاطفي لدى الأطفال، يسهم هؤلاء المتخصصون في بناء جيل واعد يتمتع بصحة جيدة في مختلف أنحاء الدولة.
واستناداً إلى بيانات الفحوصات المدرسية على مستوى الدولة الصادرة عن وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات، يقدّر تقرير “السمنة بالأرقام” الصادر عن الاتحاد العالمي للسمنة في مارس 2024 أن نحو اثنين من كل خمسة أطفال في سن المدرسة (بنسبة 38.4%) يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وتشير الأرقام إلى أن السمنة وحدها تؤثر على نحو واحد من كل خمسة أولاد (21.1%)، وواحدة من كل ثماني فتيات (12.3%).
وفي هذا الخصوص، ينصح الدكتور أحمد حسين، خريج كلية الطب من جامعة سانت جورج عام 2022، بأن الفحوصات الدورية لدى طبيب الأطفال تُعدّ الإجراء الوقائي الأهم للحفاظ على صحة الأطفال، قائلاً: “لكل فئة عمرية إرشاداتها الوقائية الخاصة للحياة الصحية، إلى جانب أدوات فحص محددة للكشف المبكر عن الأمراض، وتتيح الزيارات المنتظمة لأطباء الأطفال تقديم نصائح مخصصة تتعلق بالتغذية، والنمو، والصحة النفسية والعاطفية”.
ويضيف الدكتور أحمد: “يمنح طب الأطفال الشعور بالرضا العميق، لأنه لا يقتصر على علاج المرضى الصغار فحسب، بل يشمل أيضاً دعم العائلات في بعض من أكثر لحظاتهم حساسية. يصبح الطبيب بمثابة مرشد موثوق يساعد الأهالي على تجاوز حالات القلق وعدم اليقين، ويمنحهم الأدوات والمعرفة لرعاية صحة أطفالهم خارج حدود العيادة. إنه دور يتطلب قدراً كبيراً من التعاطف، والمرونة، والشغف الحقيقي بإحداث تأثير إيجابي طويل الأمد”.
ويصف الدكتور حسين هذا التخصص بأنه مجال مليء بالبهجة اليومية والتجدد المستمر. ويقول: “كل لقاء مع مريض جديد أشبه بلقاء صديق جديد في وقت للّعب. نضحك ونلهو ونتبادل المزاح خلال الزيارة، بينما نتابع السبب الأساسي لقدوم الطفل. إنها طاقة متجددة تُضفي على اليوم روحاً مفعمة بالحيوية”.
وفي مواجهة الارتفاع الملحوظ في حالات الإدمان على الشاشات، والقلق، وتأخر النمو الاجتماعي لدى الأطفال في فترة ما بعد الجائحة، يدعو الدكتور حسين العائلات إلى توفير بيئات قائمة على التواصل العاطفي الحقيقي. ويؤكد أن تبني عادات يومية تمنح الأولوية للعب في الهواء الطلق، والتفاعل المباشر وجهاً لوجه، والانفتاح العاطفي يشكّل عنصراً أساسياً في تنمية المرونة النفسية لدى الأطفال في عالم سريع التغير.