أوضحت خبيرة التغذية في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة المنافع الصحية الجمّة التي تقدِّمها أنواع الشاي المختلفة لمتناولي هذا المشروب الشعبي واسع الانتشار حول العالم، وذلك مع توالي الدراسات التي تُسلّط الضوء على منافع شرب الشاي، والخيارات العديدة المتاحة فيه.
وقالت خبيرة التغذية بيث زرووني من مركز التغذية البشرية التابع لمعهد أمراض الجهاز الهضمي وجراحاته في مستشفى كليفلاند كلينك، إن الدراسات تؤكّد منافع شرب الشاي التي استفاد منها البشر في العصور القديمة، مشيرة إلى أن نبتة الشاي المتواضعة، وهي شجيرة تُعرف باسم كاميليا سينينسيس، قدّمت منذ زمن بعيد ما اعتُبر “علاجًا لبعض الأمراض”.
وألقت زرووني الضوء على أنواع الشاي الرائجة التي يُنصَح بتناولها للمساعدة في علاج عدد من الأمراض الشائعة.
الأفضل للصحة العامة: الشاي الأخضر
رأت خبيرة التغذية أن الشاي الأخضر يتفوق دائمًا عندما يتعلق الأمر بالمنافع الصحية التي تغطي الكثير من المجالات، واصفة إليه بـ “حلّال المشاكل”. وأضافت أن مراجعة الأدبيات الطبية تقدّم لمحة سريعة عن تلك المنافع، وتربط بين استهلاك الشاي الأخضر وكل من:
- الوقاية من السرطان
- محاربة أمراض القلب
- انخفاض ضغط الدم
- علاج الالتهابات
- فقدان الوزن
- خفض الكوليسترول
ووفقًا لزرووني، ترتبط القوة العلاجية للشاي الأخضر باحتوائه على مضادات الأكسدة، وهي مركبات حيوية توجد طبيعيًا في أوراق الشاي، وتساعد على حماية الخلايا من التلف الناجم عن تفاعل الجذور الحرة مع الجزيئات الأخرى في الجسم.
الأفضل لصحة الجهاز الهضمي: شاي الزنجبيل
أشارت الدراسات إلى أن الزنجبيل يحارب الغثيان، ما يجعله علاجًا جيدًا لغثيان الصباح أثناء الحمل، بحسب زرووني، التي أكّدت ثبوت منافع الزنجبيل للجهاز الهضمي حيث يساعد على تحريك الطعام من المعدة عبر الجهاز الهضمي، ما يعمل على تهدئة عُسر الهضم وتخفيف آلام المعدة، وأضافت: “يريح الزنجبيل الأمعاء، ويُشعر المرء بالراحة إذا كان يُعاني من مشاكل في البطن”.
ويمكن أن يعمل شاي النعناع، بديلًا مناسبًا لعلاج عُسر الهضم، وفق ما أكّدت الخبيرة التغذوية، التي أوضحت أن النعناع “يظلّ الأفضل لبعض مشاكل الأمعاء السفلية”، لكنها حذّرت من أنه قد يؤدي إلى تفاقم الارتجاع الحمضي في المعدة”.
الأفضل لصحة الجهاز التنفسي: شاي الأعشاب
يمكن لمضادات الالتهاب الموجودة في شاي الأعشاب أن تساعد في حلحلة المسالك الهوائية المشدودة بسبب حالات كالربو. وأوصت زرووني بتناول شاي الأعشاب المحتوي على الكركم أو القرفة أو الزنجبيل للمساعدة على التنفس براحة، قائلة إن شرب كوب ساخن من شاي الأعشاب “يمكن أن يساعد في إزالة الاحتقان بتخفيف كثافة المخاط”.
الأفضل لمحاربة المرض: شاي النعناع
قالت خبيرة التغذية إن مادة المنثول الموجودة في النعناع تساعد في مكافحة نزلات البرد، مشيرة إلى أن شاي النعناع “ينشّط نظام المناعة ويرخّي عضلات الحلق ويخفف احتقان الأنف ويقلّل الحمّى، كما يشتمل على خصائص مضادّة للبكتيريا والفيروسات ليمنح متناوله دَفعة صحية مقوّية”.
واقترحت تجربة شاي نبتة القنفذية أو الكركديه أو البلسان، عندما يشعر المرء بأن صحته ليست على ما يُرام.
الأفضل عند موعد النوم: شاي البابونج
قالت زرووني أن البابونج، وهو نبات أزهاره تشبه أزهار الأقحوان، يحتوي على مركّب الأبيغنين المضاد للأكسدة والمحفز للنوم، موضحة أن الأبيغنين يربط نفسه بمستقبلات في الدماغ ويعمل على تقليل الشعور بالقلق، وخلق شعور بالسكينة يؤدي إلى النعاس. وأضافت أن شاي جذر نبتة الناردين المخزني، كذلك، “يُعدّ خيارًا جيدًا لمعالجة الأرق”.
الشاي الأسود
يقدم الشاي الأسود العديد من المنافع التي يشتمل عليها الشاي الأخضر، نظرًا لكونه مصنوعًا من أوراق النبات نفسها، مثلما أشارت خبيرة التغذية، التي بيّنت أن الأوراق المستخدمة في صنع الشاي الأسود تُترك لتتخمّر وتتأكسد، فيتحول لونها إلى البني أو الأسود، في حين أن أوراق الشاي الأخضر تُعالَج في وقت مبكر وهي لا تزال خضراء، مضيفة أن الشاي الأسود “يحتوي عمومًا على كافيين أكثر مما يحتوي عليه الشاي الأخضر، ما يشكّل عامل اختيار مهمًا لمن يرغب بالتحكّم في كمية الكافيين التي يتناولها”.
وانتهت زرووني إلى القول: “ثمّة الكثير من أنواع الشاي، وننصح شاربي الشاي بتجربة أصناف مختلفة لمعرفة أكثر ما يناسبهم منها”.