
أشارت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون من كلية الطب بجامعة هارفارد، إلى أن السبب الكامن وراء نقص طول الإنسان مع التقدم في العمر، هو مزيج من العوامل، منها أن العظام تأكل نفسها، وترقق الغضروف وتقلص العضلات، وتعتمد معدلات حدوث هذه العمليات، على الجينات والتغذية، ومستويات النشاط البدني خلال فترة حياة الشخص.
وقالت ماريان هانان، عالمة الأوبئة بالكلية، والباحثة الرئيسية للدراسة: «تبلغ كثافة نمو العظام ذروتها في سن 25 إلى 30 عاماً، وفي سن 40 إلى 50، نبدأ في فقدان كتلة العظام تدريجياً، حيث تبدأ العظام في تكسير العظام القديمة بشكل أسرع من قدرة الجسم على تكوين عظام جديدة، ما يؤدي إلى تناقص أطوالنا مع التقدم في العمر».
وأوضحت ماريان: «هذا لأن عظامنا تبدأ في الانهيار مع التقدم في العمر، إذ تبدأ العظام في التكون في الأسبوع الثامن من الحمل، وتستمر في النمو حتى منتصف العشرينات من العمر، وتصبح العظام أكثر كثافة عندما يتعين عليها دعم كتلة عضلية أعلى، ومع نمو العضلات، تنتج ألياف الكولاجين التي تمد وتزيد من تدفق الدم، ما يحفز بدوره نمو العظام».
وأضافت: تعمل العظام مثل المصفوفة التي ترتبط جميعها ببعضها، والتي تتكون بشكل أساسي من بروتين الكولاجين، ومعادن هيدروكسيباتيت، وعندما يفقد الناس كتلة العظام، تضعف تلك الهياكل الشبيهة بالجسور، ويمكن أن تتسبب الأحمال الصغيرة التي تضاف إليها، في حدوث كسور دقيقة، ما يؤدي إلى تحطيم تلك الجسور العظمية الصغيرة والدقيقة، ويمكن أن يؤدي تراكم العظام التالفة على نطاق صغير، إلى هشاشة العظام، مما يجعلها رقيقة، وهشة، وضعيفة، وبالتالي فقدان الطول الذي يمكن أن يحدث أيضاً بسبب وضعية الوقوف المترهلة، إذ يمكن أن يؤدي التقويس الأمامي الشديد للعمود الفقري، إلى التقريب الدائم للجزء العلوي من الظهر الذي يزيل بدوره بضع سنتيمترات من الطول.
وذكرت ماريان: إن السبب الآخر لفقدان الطول، هو تلف أقراص الغضروف بين الفقرات، أو رقتها بسبب الإصابات، أو الجفاف بمرور الوقت، وقد تلعب العضلات أيضاً دوراً مهماً في التقلص المرتبط بالعمر، لدى كبار السن، إذ يؤدي نقص دعم العضلات حول الجزء العلوي من جسم الإنسان إلى إضعاف قدرة الشخص على الوقوف في وضع مستقيم.
وقالت بيجي كاوثون، مديرة مركز كاليفورنيا باسيفيك الطبي، وباحثة مشاركة بالدراسة: نعلم أن الناس، وجميع المخلوقات بشكل أساسي، يتباطأون مع تقدمهم في السن، وبالتالي يفقدون العضلات.
وأضافت: ‘على عكس هشاشة العظام، التي يمكن علاجها بالأدوية، لا يمكن علاج ضعف العضلات بذلك، ولكن التمارين البدنية، واتباع نظام غذائي أفضل، يساعدان على تقويتها، وبإمكان كبار السن ممارسة الرياضة وتحسين قوتهم بشكل كبير’.