ابتكر باحثون أمريكيون من جامعتي كاليفورنيا، ومستشفى ماساتشوستس العام، جهازاً طبياً جديداً «شريحة»، لجعل جراحة الدماغ أكثر أماناً وفعالية، ولتبسيط العملية من خلال توفير بيانات مرئية في الوقت الفعلي مباشرة في موقع الجراحة، لأنه يجمع بين شبكة كهربائية مزودة بمصابيح «LED» لرسم خرائط دقيقة للدماغ، وتصوير نشاطه في الوقت الحقيقي، وتوجيه الجراحين في الإجراءات المعقدة والحساسة.
وقال البروفيسور شادي دايه، الأستاذ في الجامعة، والباحث الرئيسي بالدراسة: «الجهاز أشبه بورقة رقيقة، ومرنة مغطاة بمصابيح صغيرة يمكن وضعها مباشرة على سطح الدماغ أثناء الجراحة، ويسمح تصميم الجهاز بتحديد المناطق الحرجة من الدماغ، ويعمل الصمام الداخلي للجهاز بمثابة مرآة صغيرة تعكس نشاط الآلاف من الخلايا العصبية، ومن ثم الترميز اللوني لمناطق الدماغ».
وتابع: «تضيء المصابيح باللون الأحمر للإشارة إلى المناطق التي يجب إزالتها من الدماغ أثناء الجراحة، وعلى العكس، ستتحول المصابيح إلى اللون الأخضر للإشارة إلى المناطق التي ترتبط بالوظائف الحيوية، ويجب تجنبها، ويمكن للجراحين استخدام هذا الجهاز للتنقل في جراحات الدماغ الحساسة، خاصة عند إزالة الأورام أو علاج الصرع».
غالباً ما تنتشر الأورام في أنسجة المخ السليمة، مما يجعل من الصعب إزالتها تماماً، وعادة ما يترك الجراحون هامشاً من الأنسجة السليمة حول الأورام لتجنب التسبب في ضرر، ولكن أصبح من الممكن الآن إزالة الورم بشكل كامل وفرصة أفضل للشفاء، أما بالنسبة لمرضى الصرع، فيمكن للجهاز تحديد المصدر الدقيق للنوبات داخل الدماغ، مما يسمح للجراحين إما بإزالة الأنسجة التي بها مشكلات، أو استخدام التحفيز الكهربائي الموجه بعناية لوقف انتشار النوبات.
الدماغ هو العضو الأكثر تعقيداً وحساسية في الجسم، وأي عملية جراحية في الدماغ تنطوي على مخاطر كبيرة، ويحتاج الجراحون إلى معرفة المناطق التي تتحكم بالضبط في الوظائف الحيوية مثل الكلام والحركة والذاكرة، حتى يتمكنوا من حمايتهم أثناء العملية، وتوفر هذه التقنية الجديدة لجراحي الأعصاب، إرشادات بصرية في الوقت الفعلي، ما يقلل بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات أثناء الإجراءات المعقدة.