
الأسباب الشائعة بين الأطفال غير القادرين على تجنب الوجود في بيئة مرتفعة الحرارة، مثل ترك الأطفال في السيارة بمفردهم وهي مغلقة لفترات طويلة، وتكون الحرارة داخل السيارات المغلقة أعلى بكثير من الحرارة خارجها.
وضربة الشمس، حالة طبية خطِرة، يشعر الأطفال بالحرارة والرطوبة بشكل أسرع وأكثر شدة من البالغين ويواجهون صعوبة في خفضها والاعتناء بهم أكثر من غيرهم وفقاً لطبيب الأطفال كوني كوستاكوس في جامعة كولومبيا الأمريكية.
وأوضح كوستاكوس: «أن العمر ليس وحده العامل الفارق في هذه الحالة؛ بل يلعب الوزن والحالات الصحية الأخرى إلى زيادة المخاطر، ويمكن للرطوبة العالية أيضاً، إلى جانب الحرارة».
علامات ضربة الشمس
أشار الطبيب في إحدى الحالات التي عرضت عليه لطفلة كانت تجري سباقات سريعة في يوم حار ورطب وتعرضت للحرارة الشديدة بعد انتهاء السباقات، جعلها تشكو من الصداع والدوار والقيء والإسهال، موضحاً أنه في هذه الحالة إذا لم تهدأ مثل هذه الأعراض خلال 30 دقيقة، فهذا مدعاة للقلق وضرورة نقلها إلى المستشفى ومراقبة التغيرات العقلية أيضاً، مثل الارتباك والكلام والسلوك غير المعتاد والجلد الجاف وتنفس أسرع من المعتاد، صداع، ودوخة، سلوكيات غريبة على سبيل المثال، قول أشياء غريبة لا معنى لها أن تكون عنيفاً بشكل غير عادي تشنجات، وغثيان والتقيؤ وهذه علامات تحذيرية خطِرة لوجود ضربة شمس.
وضربة الشمس تحدث عندما لا يستطيع الشخص الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية ويخلق الجسم أو يمتص حرارة أكثر مما يمكن أن يطلقه. وترتفع درجة حرارة الجسم الأساسية إلى 40 درجة وما فوق يمكن أن تؤدي ضربة الشمس إلى الوفاة.
وضربة الشمس تسبب الإنهاك الحراري والحمى وهي استجابة الجسم الطبيعية للعدوى (الفيروسية أو البكتيرية) أو العمليات الالتهابية. ويؤدي العيش واللعب أو العمل في درجة حرارة عالية أو بيئة رطبة لفترة أطول مما يستطيع الجسم التعامل معه إلى استجابات غير طبيعية، ويعد الإنهاك الحراري أمراً خطِراً، لكن يمكن حله عادة في غضون 30 دقيقة من التبريد النشط.
الاختلاف عن البالغين
ترتفع درجة حرارة جسم الطفل ثلاث إلى خمس مرات أسرع من درجة حرارة جسم الشخص البالغ. بالمقارنة مع البالغين، يمتلك الأطفال مساحة أكبر مقارنة بكتلتهم، ولهذا السبب يمتصون الحرارة بشكل أسرع. كما يفقد الأطفال الحرارة بشكل أبطأ بسبب آلية التعرق الأقل تطوراً وانخفاض حجم الدم مقارنة بالبالغين.
وتحدث ضربة الشمس في أي بيئة حارة أو رطبة، مثل سيارة متوقفة أو في وسائل النقل العام أو على الشواطئ أو في حمامات السباحة أو في شقق بدون تكييف. ومن الأفضل ممارسة الرياضة والركض قبل الساعة 10 صباحاً وبعد الساعة 2 مساء. تجنب الجزء الأكثر سخونة من اليوم يقلل من المخاطر.
العلاج المنزلي
إذا حدثت ضربة الشمس للطفل انقل الطفل إلى مكان أكثر برودة (ظل، داخل غرفة بها مكيف هواء، أو بالقرب من مروحة) للمساعدة على خفض درجة حرارة الجسم.
ويجب إزالة الملابس التي يمكن أن تحبس الحرارة وتحد من دوران الهواء.
ضع قطعة قماش أو إسفنج أو مراوح باردة ومبللة على رقبة الطفل وإبطه ومناطق الفخذ، حيث تكون الأوعية الدموية الكبيرة أقرب إلى سطح الجلد لتسهيل فقدان الحرارة.
إذا كان الطفل واعياً وقادراً على البلع، أعطه سوائل باردة ليشربها (يفضل الماء).
ويؤكد الطبيب أن الأطفال يصابون بحرارة زائدة إذا كانوا مكتظين لذا يجب اللعب في مساحات واسعة.