يعاني الإنسان مع التقدم في العمر من ضعف الذاكرة والنسيان، وهذا أمر طبيعي، ينجم عن انخفاض الوظيفة الإدراكية، ما يؤثر في الذاكرة والانتباه وسرعة اتخاذ القرار والقدرة على التعلم.
وتشير أخصائية علم النفس الدكتورة يلينا كوزميشيفا، إلى أن الفرق الأساسي بين الشيخوخة والخرف، هو اضطراب عام في الوظائف المعرفية؛ حيث تقول: “يصبح الشخص في حالة الخرف غير قادر تمامًا على أداء وظائفه في الحياة اليومية، ولا يستطيع التنقل في المكان، ويفقد القدرة على التعرف على أحبائه، وفهم واستخدام لغة الكلام، ويعتمد بشكل كامل على المحيطين به”.
وأضافت: كما هو معروف الخرف لا رجعة فيه، ولكن إذا “شُخّص” في الوقت المناسب فيمكن إبطاء تطوره والحفاظ على حياة طبيعية للشخص فترة طويلة، ولكن بسبب التشابه بين الخرف والتغيرات المعتادة المرتبطة بتقدم العمر، العديد من الأقارب يعتبرونها من تغيرات الشيخوخة، كما أن الشخص نفسه لا يشعر بأي شيء غريب؛ لذلك لا يستشيرون الطبيب إلا عندما تصبح الأعراض متقدمة، بحسب ما نقلت “روسيا اليوم”.
ووفقًا لها، هناك مجموعة كلاسيكية من العلامات: تدهور الذاكرة، والتخلي عن الاهتمامات السابقة، وصعوبة التخطيط وتنفيذ الأنشطة الروتينية، والسذاجة المفرطة، أو على العكس من ذلك، الشك في كل شيء، كما يعاني المريض المسنّ من صعوبة في تمييز الألوان، ولا يركز على الزمان والمكان، وينسى باستمرار المكان الذي وضع فيه الشيء الذي يبحث عنه، أي عمومًا ليس من الصعب ملاحظة مثل هذه الأعراض.
وتشير الطبيبة إلى أن هناك علامات سلوكية لا يعرفها إلا الأطباء النفسيون، فمثلًا لا يستطيع المريض الإجابة عن أسئلة الطبيب بنفسه، كالطفل، يتجه بين الحين والآخر نحو قريبه المرافق له ليخبره أو يُعْلِمه بصحة الإجابة، أو يكون جوابه على سؤال مباشر غير مرتبط بالموضوع، ما يؤدي إلى تغير مسار الحوار إلى اتجاه خاطئ، بحيث يصبح من الصعب على الطبيب نفسه تذكر السؤال الذي طرحه على المريض في البداية.
و”سلوك جمع الأشياء” هو علامة واضحة على بداية الخرف، فمثلًا يبدأ المريض عندما يستعد لمغادرة المكان بجمع ليس فقط الأشياء الخاصة به بل وأشياء تعود للآخرين.