تحقيق: راندا جرجس
ينقسم الجهاز البولي إلى جزأين: يصل القسم العلوي من الكليتين إلى الحالب، والقسم السفلي من المثانة حتى مجرى البول (الإحليل)، وتعتبر عدوى المسالك البولية من أبرز المشكلات المزعجة والمؤلمة التي تصيب جميع الفئات العمرية، بعض أجزاء الجهاز البولي، مثل: الكلى والمثانة والحالب والإحليل والأنابيب، وتعد النساء هن الأكثر تعرضاً لها من الرجال، لقصر مجرى البول، وتشير الدراسات إلى أن نصف السيدات معرّضات للإصابة بالتهابات البول على الأقل مرة واحدة خلال فترة حياتهم.
يقول د. أمجد فاروق، استشاري المسالك البولية: يؤدي انسداد مسار المسالك البولية بواسطة الحصوات الكلوية أو عند تضخم البروستاتا، إلى زيادة خطر الإصابة بالالتهابات، ويمكن أن تحدث أيضاً نتيجة اضطرابات جهاز المناعة، كما هو الحال لدى المصابين بداء البول السكري، والذين لا يحتسون كميات كبيرة من المياه، ويمكن أن تستهدف مريض المشاكل البولية الذي يخضع لإجراءات طبية مثل: تركيب القسطرة، وتُعد النساء الأكثر تعرضاً لهذه المشكلات عن الرجال، وثمّة أنواع مُعينة من الأدوية التي تستخدمها النساء لتحديد النسل أو عند انقطاع الطمث، من شأنها زيادة مخاطر إصابتهن بالتهابات المسالك البولية.
ويتابع: تشمل الأعراض الرغبة المُلحة في التبول، والشعور بحرقان أثناء التبول مع تغير في لونه ورائحته، ويكون متكرراً مع خروج كميات ضئيلة في كل مرة، والشعور بألم في عظام الحوض أعلى منطقة المثانة، ويتم التشخيص عن طريق إجراء تحليل للبول، وفحص بالموجات فوق الصوتية للكشف عن أي انسداد في مجرى البول.
ويفيد د. أمجد فاروق بأن التهابات المسالك البولية من الإصابات التي يمكن أن تتكرر أكثر من مرتين كل ستة أشهر، خاصة لدى السيدات، ويتسبب في مضاعفات متعددة، منها: الضرر الدائم في الكُلي، وتضييق مجرى البول «الإحليل» لدى الرجال، والتعفن الذي يمكنه أن يهدد الحياة إذا بلغ الالتهاب الكليتين، وفي حال تكرر حدوثه أثناء فترة الحمل، فمن الممكن أن يؤدي إلى انخفاض وزن المولود أو ولادة أطفال مُبتسرين.
ويؤكد أن العلاج باستخدام المضادات الحيوية وفقاً لتقرير مزرعة الدم إذا كان حجم الالتهاب كبيراً، وثمّة بعض الممارسات التي من شأنها تقليل احتمالات الإصابة بالتهابات المساك البولية، مثل: احتساء كميات كبيرة من المياه وعصير التوت البري الأحمر، وتجنب استعمال المنتجات النسائية التي تتسبب في تهيج في المناطق المُلتهبة.
العدوى البكتيرية
يذكر د. ريشيكيش بانديا استشاري جراحة المسالك البولية، أن بكتيريا الإشريكية القولونية تنشأ عادة في الجهاز الهضمي والمستقيم، وتدخل الجهاز البولي من خلال الأعضاء التناسلية للذكور والإناث، وتستهدف على الأكثر مرضى داء السكري الذين يعانون ضعف جهاز المناعة، ونتيجة عدم الاهتمام بالنظافة العامة للجسم.
ويضيف: تشمل الأعراض الألم الشديد وتكرار التبول والحمى والقشعريرة وألماً أسفل البطن والمثانة ووجود دم في البول في الحالات المزمنة، وربما يصل الألم إلى الكليتين أيضاً، إضافة إلى الغثيان والقيء وانخفاض ضغط الدم، ويمكن أن تتطور إلى تعفن الدم الحاد عند الإهمال في العلاج.
ويوضح د. بانديا أن تشخيص عدوى الإشريكية القولونية، يتم عادةً عن طريق اختبارات الدم، للكشف عن علامات العدوى، واختبار بول لتحديد نوع البكتيريا، والمضاد الحيوي المُعالج للحالة، كما يوصى باختبارات التصوير مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية للتحقق من أي تلف في الأعضاء، مثل خراجات الكلى.
ويضيف: تحدث التهابات المسالك البولية المتكررة، إذا لم يتم علاج العدوى الأولية بشكل فعال، وينجم عن التدخل الطبي المتأخر إلى الالتهابات الشديدة، ويمكن أن يتسبب في تلف الكلى والفشل الكلوي المحتمل لمرضى السكري، ويؤدي التوقف المبكر عن العلاج دون استشارة الطبيب، أو استخدام المضادات الحيوية غير الصحيحة، إلى زيادة خطر المقاومة البكتيرية.
ويلفت د. بانديا إلى أن طرق تداوي العلاج تعتمد على إدارة الأعراض مثل: الألم والحرقان أثناء التبول والحمى، ويجب ضمان الترطيب للحصول على كمية كافية من البول، وفي بعض الأحيان قد يكون من الضروري دعم العناية المركزة.
ويتابع: تعد النظافة الشخصية من أهم سُبل الوقاية من عدوى الإشريكية القولونية، كما يفيد الترطيب في تعزيز إنتاج البول والمساعدة على طرد البكتيريا من المسالك البولية، أما الذين يعانون حالات مصاحبة مثل مرض السكري أو مشكلات المناعة، فمن المهم إدارة هذه الحالات والتحكم فيها بشكل فعال لتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى، والمتابعة الدورية مع الطبيب المُعالج.
إصابة الصغار
يوضح د. مايكل عطية، مختص طب الأطفال: عدوى المسالك البولية تحدث بشكل عام عندما تدخل البكتيريا أو الجراثيم إلى المسالك البولية للطفل عن طريق الجلد المحيط بمنطقة الشرج والأعضاء التناسلية أو من خلال مجرى الدم من أي جزء من الجسم، وتُعد الفتيات الأكثر عرضة للإصابة، لأن مجرى البول قصير لديهن، أما الذكور فتستهدفهم العدوى في حال انسداد جزء من القناة البولية، أو في حالات ضعف المثانة والأمعاء، والارتجاع المثاني الحالبي.
ويذكر د. عطية أن أعراض عدوى المسالك البولية تتمثل في الوهن والكسل وفقدان الطاقة وسوء التغذية والتقيؤ وزيادة العصبية وارتفاع درجة الحرارة (الحمى)، ويُصاب الأطفال الأصغر سناً باصفرار البشرة وبياض العين والإحساس بالألم أو الحرقة أثناء التبول والتبول اللا إرادي وتعمد حبس البول وانبعاث رائحة كريهة وخروج دم مع البول ويشعر بعضهم بألم في البطن.
ويضيف: يتم تشخيص عدوى المسالك البولية عن طريق الفحص السريري والأعراض، وتحديد نوع العدوى بفحص عينة من بول الطفل، أو إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للكلى، وتعتمد خيارات العلاج بناءً على حالة المريض الصحية، ووصف المضادات الحيوية والمسكنات لتخفيف الألم، مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل، وتنبيه الأطفال إلى ضرورة إفراغ المثانة بالكامل أثناء التبول.
5 طرق لتجنب عدوى المسابح
تعد المسابح من أكثر الأماكن التي يرتادها الأشخاص في فصل الصيف من جميع الأعمار، لممارسة رياضة السباحة التي تعزز صحة الجسم والاستمتاع بالمياه، كونها تمنح الجسم شعوراً بالانتعاش في ظل درجات الحرارة المرتفعة، ولكنها تُعد بيئة خصبة لنقل عدوى المسالك البولية بين الأفراد، ولذلك يوصي الأطباء بمجموعة من النصائح التي تسهم في الوقاية من هذه الإصابة.
1- يجب استخدام الأغراض الشخصية كالمناشف والأحذية عند الذهاب إلى المسابح، والحرص على أخذ الأطفال إلى دورة المياه كل ساعة تجنباً للتبول في حمام السباحة.
2- الاستحمام قبل وبعد النزول في حمام السباحة، وتفادي ابتلاع أي نقطة من مياه المسبح، وارتداء نظارات خاصة بالسباحة لتجنب تلوث العيون، وتبديل الثياب بملابس جافة نظيفة فور الخروج من المسبح.
3- ينصح الخبراء بتجنب السير في الحمامات أو في محيط المسبح دون ارتداء الحذاء الخاص، منعاً لالتقاط أي عدوى فطرية.
4- تعيش معظم الجراثيم في الأماكن الرطبة والدافئة، ولذلك يفضّل عدم الذهاب إلى حمامات السباحة العامة عند ارتفاع درجات الحرارة.
5- أما الأشخاص الذين يعانون الأمراض المُعدية، فيجب عليهم البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى الحمامات العامة أو الأماكن المزدحمة، لحماية الآخرين من العدوى.
![]()
