كشف استشاري أمراض الدم الدكتور عبد الله آل زايد، بأن هنالك تطوراً كبيراً في علاج مرض فقر الدم المنجلي، وذلك بعد تحقيق دواء جديد لعلاجه، وعَدّه من الأمراض المزمنة في السعودية، خاصة المنطقة الشرقية… فما هو مرض فقر الدم المنجلي، وما أسبابه وأعراضه، وما العلاج الجديد الذي أعطى أملاً للمرضى بعلاجه؟ إلى التفاصيل الآتية:
مرض فقر الدم المنجلي يعدّ من الأمراض المزمنة شرقي السعودية، فما أسبابه وأعراضه؟
أسبابه وراثية خاصة إذا كان الوالدان لديهما الجين المسبب للمرض، أما لو كان أحدهما سليماً تماماً؛ فلا يمكن الإصابة به، وهو من الأمراض المزمنة، ويختلف عن المزمنة بأن نوباته حادة متقطعة وشدته متفاوتة، فبعض المرضى لا تكون لديهم أعراض، أو تكون خفيفة إلى أن تأتيهم النوبات الحادة، أما الأعراض المزمنة فتشمل: الشعور بالتعب، والإرهاق، والشحوب، واصفرار العين، ويكونون عرضة للإصابة بالالتهابات بسبب تعطل الطحال، وتطغى الأعراض الحادة أكثر من المزمنة، ويضطر المريض إلى القدوم إلى الطوارئ، وأبرز النوبات: الألم الحاد بالعظام أو الظهر أو البطن، وهناك نوبة التكسر تتكسر فيها خلايا الدم الحمراء، فينزل مستوى الدم بشكل مفاجئ؛ ما يستدعي نقل دم.
متى يصبح هذا المرض خطيراً؟
أخطرها نوبة الصدر الحادة والسكتة الدماغية، وكلتاهما يجب معالجتهما بشكل عاجل، وقد تنتهي بالوفاة. وهناك أيضاً نوبة الطحال، ونوبة الكبد، وكذلك النوبات الانحلالية (تكسر الدم).
مضاعفاتٌ مزمنةٌ
توجد مضاعفات مزمنة تتطور على مدى السنوات، تصيب بقية أعضاء الجسم، كالكلى، والدماغ، والقلب. وتستدعي المضاعفات التدخل الجراحي، كاستئصال المرارة لمن لديهم حصوات في المرارة، أو تبديل المفاصل لمن لديهم تأكل بالمفاصل، وكثير من الناس يربط مرض فقر الدم المنجلي بنوبات الألم، وكأنما المنجلي – من وجهة نظرهم – يساوي ألماً، في حين إن الألم هو فقط قمة جبل الجليد، وما خفي أدهى وأخطر من الآلام.
هل فحوصات ما قبل الزواج تسهم في التصدي للمرض؟ وما احتمالية الإصابة بعد الزواج؟
نعم، بالتأكيد إذا امتثل المتقدمون للفحص لتوصية الأطباء المشرفين على مراكز فحص ما قبل الزواج فإنه يمنع انتقال المرض، أما لو حدث تساهل وتزوج طرف مصاب بطرف آخر مصاب فإن نسبة انتقال المرض تكون 100 %، ولو تزوج طرف مصاب بطرف حامل للمرض فإن نسبة الإصابة 50 %، أما لو تزوج حامل للمرض بطرف آخر حامل للمرض فإن الإصابة بالمرض 25 %، وهذه النسب ثابتة في كل حمل وليس بمدة الزواج، في كل حمل هناك فرصة 25 % لأن يكون الجنين مصاباً، ولا يعني بالضرورة أن لو كان عندهم أربعة أطفال فإن واحداً من الأولاد سيكون مصاباً، فربما يكون كل الأولاد مصابين بالمرض.
هل يساعد التشخيص المبكر في تحسين العلاج؟
المشكلة في التشخيص أن المريض لا تكون عنده أعراض في بداية العمر، وبعضهم يتم تشخيصهم متأخراً، والسبب أن الأعراض خفيفة، ولو تم تشخيصهم بعمر صغير فإنه بالإمكان عرض أحد العلاجات التي تمنع مضاعفاته.
توصي جمعية أمراض الدم الأميركية بإعطاء علاج (الهيدروكسي يوريا) في السنة الأولى من العمر، وتحديداً من بعد تسعة أشهر من الميلاد، وكذلك عند التشخيص المبكر يُعطى المريض اللقاحات التي تحميه من الالتهابات التي قد تنجم بسبب تعطل الطحال وضعف المناعة، وأيضاً يُعطى الأطفال المصابون علاج البنسلين بالفم مرتين يومياً حتى سن الخامسة من العمر على الأقل.