تزامناً مع استعداد الأطفال للعودة إلى دور الحضانة والمدارس في الأسابيع القليلة القادمة يوضح د. مانوج تشاندران المتخصص في طب الأطفال بمستشفى ميدكير للنساء والأطفال كيف يمكن للآباء حماية أطفالهم من الكميات الهائلة من الفيروسات التي سيتعرض لها أطفالهم لا محالة عند عودتهم إلى الدراسة.
وباعتبار فيروس كوفيد-19 هو صاحب النصيب الأكبر من الاهتمام على مدار الشهور الثمانية عشر الماضية، لم يُذكر الكثير عن السلالات الجديدة من فيروسات البرد والإنفلونزا التي تتطور وتنتشر وما زالت مصدر قلق بالتأكيد. وتناول د. تشاندران الشائعة التي مفادها أنه نظراً لعدم سفر الأشخاص كثيراً بسبب جائحة كوفيد-19 فإننا شهدنا زيادة في عدد الجراثيم غير المعتادة. وقال د. تشاندران: “هذا غير صحيح بالمرة. ففي حين شهدنا زيادة في بعض حالات العدوى الفيروسية مثل الفيروس المخلوي التنفسي في دولة الإمارات طوال شهور الصيف ، وهو أمر غير معتاد، ولكن بشكل عام لا يختلف ظهور الجراثيم الجديدة وغير المعتادة هذا العام عما رأيناه في الأعوام السابقة”.
مع استمرار نمو أجهزة المناعة لدى الأطفال فمن المرجح أن يصابوا بفيروسات جديدة لم يتعرضوا لها من قبل. ومع ذلك إذا استمروا في اتباع الإرشادات الصارمة والالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وغسل اليدين وغيرها من التدابير الاحترازية الضرورية لن يقع الأطفال في خطر الإصابة بالعدوى مع استئناف العام الدراسي.
أما بالنسبة للأطفال الأصغر سناً الذين سيذهبون إلى الحضانة لأول مرة فلا مفر من إصابتهم بأنواع مختلفة من العدوى بشكل متكرر خلال الشهور القليلة الأولى. وهذا يُعَّد للأسف مطلباً ضرورياً ليبني الأطفال أجهزتهم المناعية، ولكن في غضون أسابيع قليلة ستصبح صحتهم أقوى وأفضل من أي وقت مضى.
وإذا كان الأطفال يعانون الأعراض المصاحبة لنزلات البرد والإنفلونزا يقترح د. تشاندران منحهم الكثير من السوائل ونظام غذائي متوازن وفترات راحة كافية في أثناء تعافيهم. كذلك يُعَّد رذاذ الملح الطبيعي للأنف طريقة رائعة للمساعدة في تخفيف الاحتقان. وعند سؤاله ما إذا ينبغي للأطفال ابتاع نظام غذائي خاص لتقوية أجهزتهم المناعية قال د. تشاندران إنه إذا كان طفلك يتبع نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً يحتوي على كميات كافية من الفيتامينات والمعادن والسعرات الحرارية والبروتينات فسيكون ذلك كافياً للتأكد من قوة جهازه المناعي وكفاءته. وينصح د. تشاندران الآباء بإدراج مكملات فيتامين د في الأنظمة الغذائية لأطفالهم نظراً لعدم حصول معظمنا على كميات كافية من فيتامين د من غذائنا وقلة تعرضنا لأشعة الشمس في المنطقة.
يتحمل الآباء مسؤولية المساعدة في الحد من انتشار هذه الفيروسات من خلال أطفالهم للأطفال الآخرين في مدارسهم. يمكن لنزلات البرد والإنفلونزا أن تسبب أعراض طفيفة فقط في كثير من الأحيان، ومع ذلك إذا كنت تتساءل عما إذا كنت تريد ذهاب طفلك إلى المدرسة أو الحضانة أم لا في حال ظهور أعراض محددة عليهم مثل العطس أو سيلان الأنف فإن د. تشاندران يقترح بقاءهم في المنزل للمساعدة في تجنب نشر العدوى للأطفال الآخرين.