قبيل اليوم العالمي للتوعية بالتوحد الذي يقع في الثاني من أبريل، أعلنت مؤسسة LEGO دعمها لـPlay IncludedTM وهي مؤسسة اجتماعية في المملكة المتحدة تعنى بتدريب المعلمين والأطباء النفسيين على استخدام ألعاب LEGO ® لأغراض علاجية في إطار برنامج Brick by BrickTM الذي سبق أن أثبت نجاحه. ترتكز الشراكة إلى مبدأ مشترك يتمثل يتوفير فرص متكافئة لجميع الأطفال بما يسمح لهم تطوير مجموعة المهارات اللازمة للانخراط في المجتمع والازدهار في القرن الواحد والعشرين. وتدرك كل من مؤسسة LEGO وPlay Included أهمية المواهب الفريدة للأطفال الذين يعانون من التوحد وتسعى من خلال هذه الشراكة إلى توفير سبل الدعم لهم عبر تعزيز وتوسيع مفهوم التعلم عبر اللعب لبرنامج Brick-by-Brick وتوفيره إلى المزيد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 18 عاماً ويمكنهم الاستفادة منه.
يجمع برنامج Brick-by-Brick الأطفال معاً من خلال اهتمامهم المشترك بلعبة LEGO ضمن إعدادات جماعية يسميها الأطفال Brick Club. ويعمل الأطفال معاً في Brick Club لبناء نماذج LEGO محددة أو تصميم معين لبناء إبداعات LEGO الخاصة بهم ضمن مجموعات صغيرة متعاونة، حيث يأخذ كل منهم دوره في إتقان المهام المختلفة لعملية البناء حتى يكتمل النموذج. فعلى سبيل المثال سيتم تقسيم المجموعات المكونة من ثلاثة أطفال إلى مهندس يعطي التعليمات ومورد يجد القطع ذات الصلة، والباني الذي يثبت القطع معاً. ونظراً لأن الأطفال المصابين بالتوحد قد يحتاجون إلى دعم إضافي من خلال التواصل الاجتماعي، يمكن أن يساعدهم برنامج Brick-by-Brick في جعل تفاعلاتهم أكثر تعبيراً وذلك من خلال مشاركتهم وفق أدوار وقواعد وأنشطة واضحة. ومن خلال البناء واللعب معاً، يتعاون الأطفال ويتواصلون ويتفاوضون ويجدون حلولاً للمشكلات، ويطورون الصداقات على طول هذه التجربة في بيئة آمنة وممتعة، بتوجيه من الكبار الذين خضعوا لتدريب شامل للإشراف على هذه العملية التي تجمع بين التعليم والمرح.
وفقي إطار جهودنا لإيصال فوائد اللعب بمكعبات LEGO إلى مزيد من الأطفال المصابين بالتوحد في جميع أنحاء العالم، يجري العمل حالياً على تنفيذ خطط لتوفير برنامج Brick-by-Brick في دولة الإمارات العربية المتحدة. وعبر لتعاون الوثيق مع مؤسسة LEGO وPlay Included، دخلت المراكز المحلية، ومن بينها مركز Hope Abilitation Medical وقرية “سند” المراحل الأولى من تطوير برامج معدة خصيصاً لتوفير التدريب والإرشاد للمعلمين وعلماء النفس ضمن نطاق الشبكات الخاصة بتلك المراكز. ومن أجل توسيع نطاق توافر وتأثير المبادرة في جميع أنحاء المنطقة، تم أيضاً الآن توفير التدريب لمجموعات من المتخصصين المتمرسين في الممارسات العلاجية للأطفال المصابين بالتوحد في دول من بينها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ولبنان.
وقالت الدكتورة جينا جوميز دي لا كويستا، مؤسِسَة ومديرة Play Included: “نعمل في Play Included وفق منهجية قائمة على الأدلة والتي تقف خلف نجاح برنامج Brick-by-Brick منذ عام 2004. فهناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يعانون من صعوبة بناء علاقات اجتماعية. ونريد أن نساعد مزيداً من الأطفال من ذوي التباين العصبي حول العالم على تكوين صداقات والشعور بالانتماء والتواصل. وفي هذا الإطار نحن سعداء بشراكتنا مع مؤسسةLEGO ولدينا الكثير من الخطط الرائعة والمثيرة للإهتمام خلال السنتين القادمتين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عملنا على تحديث برنامج Brick-by-Brick وإنشاء مجتمع من الممارسات والأدوات الجديدة لتتبع ورصد التقدم. ومن خلال مشاركة أفضل الممارسات، وتحفيز البحث وتقديم الموارد والتدريبات عالية الجودة، فإننا نأمل في مساعدة أكبر عدد ممكن من الصغار، الذين يمكنهم الاستفادة من هذا البرنامج الممتع والجذاب.”
ومن خلال الاستفادة من أطر وأدوات مؤسسةLEGO القائمة على الأدلة، وإنشاء أنشطة للمنزل، ستشهد هذه الشراكة مزيداً من التعزيز لبرنامج Brick-by-Brick عبر التركيز بشكل أكبر على المحتوى التعليمي الممتع وتسهيل تطبيقه. كما سيتم أيضاً إجراء دراسات لاستكشاف كيف يمكن لمفهوم التعلم من خلال اللعب أن يؤثر بشكل إيجابي على حياة الأطفال الذين يعانون من حالات أخرى، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو القلق أو أولئك الذين واجهوا تجارب سلبية في حياتهم المبكرة. وبالعمل جنباً إلى جنب مع أعضاء مجتمع التوحد والشركاء الأكاديميين، سيتم الشروع في تنفيذ بحث جديد يركز على تأثير المفهوم المحدّث الخاص بالأطفال الذين يشاركون في البرنامج. ويتمثل الطموح الرئيسي لهذه الشراكة في توسيع البرنامج ليشمل المزيد من البلدان بالتوازي مع جهود زيادة انتشاره في البلدان الحالية.
فوائد برنامج Brick-by-Brick
في غالب الأحيان، يتم فهم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عصبية بطريقة خاطئة، نظراً لأساليبهم المختلفة في التواصل، وبرغم ذلك، فإن لديهم نفس المتطلبات والرغبات التي يمتلكها جميع الأطفال الآخرين، مثل حاجتهم إلى الشعور بالتفهم والقبول، والقدرة على إنشاء صداقات هادفة تتيح لهم إظهار كامل إمكاناتهم وتطلعاتهم في الحياة. وفي هذا السياق، يوفر لهم Bricks Club فرصة تعليمية فريدة ومرحة لعيش تجارب اجتماعية إيجابية، والتواصل مع الآخرين من خلال الاهتمامات المشتركة، وتحسين عافيتهم النفسية، وتنمية الصداقات. ويمكن لمبادرات الدعم الاجتماعي المرحة مثل Brick Club أن تساعد أيضاً في الحدّ من مواجهة أي نتائج سلبية مثل العزلة الاجتماعية ومشاكل الصحة النفسية، والمساعدة في بناء وعي مجتمعي أقوى، واستيعاب أكبر للمصابين بالتوحد.
في هذا الإطار تقول إل سي جرو-مورو، إحدى المصابات بالتوحد، ومستشارة جمعية التوحد الوطنية في المملكة المتحدة: “لا تقتصر أهمية هذا الأمر على مساعدة أطفال اليوم فحسب، بل تشمل البالغين في المستقبل، حيث تعتبر تنمية الطفولة معياراً حاسماً للرفاهية الاجتماعية والعاطفية للفرد مستقبلاً، وهذا بدوره قد يؤثر على الصحة البدنية والعقلية، فضلاً عن النجاح الأكاديمي وفرص العمل في مرحلة البلوغ.”
يعتمد برنامج Brick-by-Brick على الفكرة الأصلية لاستخدام ألعاب LEGO في دعم النمو الاجتماعي النفسي للأطفال المصابين بالتوحد، حيث يتألق الكثيرون منهم غالباً لاهتمامهم بالتفاصيل ومهارتهم في تشكيل عناصر LEGO. وتُعرف هذه المنهجية باسم العلاج القائم على مكعبات LEGO والتي تم تطويرها في عام 2004 من قبل الدكتور دان ليجوف، اختصاصي علم النفس العصبي للأطفال في الولايات المتحدة، وسفير Play Included الآن. وأظهرت الأبحاث المتعلقة بالعلاج القائم على مكعبات LEGO نتائج إيجابية على صعيد التفاعل الاجتماعي والتواصل والسلوك والعافية النفسية للأطفال والشباب المصابين بالتوحد.
ويقول بن، الطفل المصاب بالتوحد وعمره 11 عاماً: “ساعدني Brick Club على تعلّم كيفية التحدث إلى الناس وعدم الخوف من التعبير عن رأيي ضمن المجموعة بصورة قوية. لقد كونت صداقات جديدة في Brick Club، وتعلمت كيفية المشاركة في المحادثات حتى أصبح التحدث مع الأطفال في المدرسة أكثر سهولة، وكذلك طرح الأسئلة بنفسي في المتاجر والذهاب بالحافلة مع أحد الأصدقاء بدون قلق. Brick Club رائع لأنه أشعرني بمزيد من الثقة.”
وفي الوقت الذي يتمتع فيه كلّ فرد يتم تشخيص إصابته بالتوحد بملف شخصي فريد من الاهتمامات ونقاط القوة والاحتياجات، ينجذب العديد من الأطفال المصابين بالتوحد إلى LEGO، لكونها لعبة منظمة للغاية تعزز نقاط قوتهم الكامنة في الانتباه للأنماط والتفاصيل. وتتمثل إحدى فوائد ألعاب LEGO المعروفة بالنسبة للأطفال المتوحدين في تناسق طريقة دمج مكعبات LEGO ضمن نظام LEGO نفسه في اللعب. ويمكن لهذه القدرة التنبؤية مساعدة الأطفال الذين قد يعانون من زيادة القلق في المواقف الاجتماعية، مثل التوقع بأن يلعب الطفل مع شخص جديد. كما تساعد موضوعات LEGO المتنوعة أيضاً على ممارسة الأطفال لمهاراتهم التخيلية بشكل فردي أو ضمن مجموعات، وتتناسب التعليمات الخاصة بهذه المجموعات مع طريقة التفكير المنهجية في حالات التوحد، والتي تسمح باللعب بشكل منظم ويمكن التنبؤ به، حتى ضمن بيئة اجتماعية. وهناك عدد لا حصر له من الإبداعات التي يمكن إنشاؤها، وبإمكانيات لا تنتهي، ومع كل بداية لتصميم مبتكر، هناك رغبة في تطويره وجعله أكبر وأفضل.
وقالت ميشيل نديبيلي، أخصائية اللعب والصحة في مؤسسة LEGO: “يعتبر العمل الذي قامت به Play Included من خلال برنامج Brick-by-Brick إنجازاً ملهماً، وشهادة حقيقية على فلسفة LEGO في التعلم من خلال اللعب، باعتبار أساليب التعليم الهادفة والمتكررة والمبهجة والتفاعلية والمشاركة الفعالة تساعد جميع الأطفال على تطوير مهارات الحياة الأساسية مثل حلّ المشكلات والإبداع والتواصل والثقة، بالاعتماد على الطريقة الأكثر قوة وبديهية التي يعرفونها، وهي اللعب”.
وأضافت قائلة: “يُوفر برنامج Brick-by-Brick أيضاً مفهوماً شاملاً يتيح للأطفال الذين يعانون من نمط عصبي معين فرصة للتعلم والمشاركة مع نظرائهم المتنوعين عصبياً، بما يضمن بناء العلاقات في الاتجاهين. لذا، فطموحاتنا كبيرة نحو قدرة هذا المفهوم على إتاحة فرص تعليمية أكثر شمولاً ومرحاً. ونحن متحمسون لرؤية البرنامج يجتذب مزيداً من الأطفال في جميع أنحاء العالم”.
ومن ناحية أخرى، تُدرك المؤسستان أن الطريق ما تزال طويلة أمامنا كمجتمع، على مسار فهمنا التام للتوحد ورؤيته بمنظور أكثر إيجابية، واستيعابنا لتمتع الأطفال المصابين بالتوحد بأساليب مختلفة في التواصل بصورة طبيعية، ويشمل ذلك الطرق اللفظية وغير اللفظية المختلفة في التواصل الاجتماعي. ويعتبر هذا المشروع الأول ضمن سلسلة مشاريع متعلقة بالتوحد ستمضي بها Foundation LEGO قدماً. ومن خلال الشراكات والتعاون مع مجتمع التوحد، تأمل المؤسستان في المساعدة على زيادة فهم واستيعاب المصابين بالتوحد، وتحدي النظرة النمطية تجاههم في جميع أنحاء العالم.
وبحلول نهاية عام 2021، ستتوفر في Brick Club جميع التدريبات المحدّثة والأدلة الإرشادية والموارد والمواد المهنية اللازمة. وبالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك مجتمع Brick-by-Brick دولي جديد ومتميز رسمياً، ليتيح أمام المهنيين فرصة للتواصل وتبادل الأفكار بصورة كاملة. وأخيراً، تم بالفعل تطوير أولى الأنشطة ضمن سلسلة أنشطة اللعب المنزلية للعائلات، بهدف دعم التواصل وبناء العلاقات مع مستشاري التوحد، وشركاء Play Included الأكاديميين وموظفي LEGO المرتبطين بمجال التوحد. ولتحميل هذه الأنشطة، والتعرف على كيفية مشاركة طفلك في Brick Club أو للاطلاع على مزيد من المعلومات حول Play Included وعملها مع LEGO Foundation، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني https://playincluded.com